2007-01-13 • فتوى رقم 10004
أسكن فى شقة فى الدور الأرضي، وأخي يسكن فى العلوي، وأبي يسكن معى فى نفس الشقة، إلا أنه يسكن فى غرفة مستقلة المخرج والمدخل عن شقتي، وهو مريض بشلل نصفى ولا يستطيع الحركة، وذلك منذ حوالى 27 سنة، ونحن نقوم على خدمته الشخصية، إلا أن زوجتى إذا دخل أولادى عند أبي تقوم بتغير ملابسهم، وأحياناً باستحمامهم، وإذا دخلت أنا عنده تطالبنى بغسل يدي ورجلي، وأحياناً تطالبنى بتغيير ملابسي، بحجة أن الغرفة بها نجاسة، وإذا لم أفعل ما تطلبه منى تقوم بمسح كل شيء ألمسه بالماء؛ من فرش وبطانيات... وغيره مما تلمسه يدي أو أمشى عليه، مما تسبب فى إحداث أضرار لنا، حيث أن الفرش يكون مبللا باستمرار، مما تضطر معه لتشغيل المراوح لتجفيف الفرش حتى فى الشتاء، حاولت النصح لها أكثر من مرة بأن ما تفعله لا يقبل، وأن هذا الأمر وهم، ولا يوجد له أساس، وإنى حريص على طهارتى لتصح عبادتى، ومع الوقت تفاقم الأمر، وأصبحت أحياناً تمنع الأولاد من الدخول على والدي فى حال غيابي بأي حجة، وأصبحت تحرص علي هذا الأمر أكثر، مما أجهدها وأضاع منها الوقت الكثير، وأصبحت تهمل بعض مصالح البيت بحجة أنها مشغولة باستمرار، مما أحدث بيننا مشاكل كثيرة، وعليه تركت البيت وذهبت إلى بيت أهلها، وعندما ذهبت إلى بيت أهلها لصلحها قال أعمامها -حيث إن والدها متوفى-: إنه يلزمهم شقة بعيدة عن بيت والدي، بحجة أن الذي عندها وسواس، وأن هذا مرض نفسى مثل أي مرض عضوي، وأنه يجب علي علاجها وتوفير لها مناخ يرحيها نفسياً، وأنى بعدم الاستجابة لها فيما تطلب من غسل يدى وتغير ملابسى بأن هذا عناد لها، وبأن والدي معه أخى يسكن فى نفس البيت سيقوم هو على رعايته، وبأن هذا المطلب على سبيل العلاج وليس على سبيل الإلزام، إلا أنهم فى نفس الوقت يوافقونها على عدم العودة لبيتي، ويمعنون أولادى من المجىء إلي عندما طلبت ذلك منهم، فعرضت عليهم بأن تسكن فى منزل آخر يخصنى، إلا أنه مجاور للمنزل الذي يسكن فيه والدي، فرفضوا بحجة أنه بذلك لم نفعل شيء، وأنه إذا لم استجب لمطلبهم (توفير مسكن آخر) فإن بنتهم لن تدخل هذا البيت مرة أخرى، فرفضت ذلك حرصاً مني على عدم إغضاب أبي مني، وأن حقه مقدم...
1- فهل ما يفعلونه أهل زوجتى هذا لهم فيه حق؟
2- هل أنا أكون آثاماً فى حق أولادي وزوجتي، مع العلم أني أرسل نفقتها فى بيت أهلها؟
أفتونى في أمري هذا، ما أفعل فيه؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلزوجتك الحق في أن تستقل ببيت مستقل عن أبيك وأمك وأهلك، وليس ضروريا أن يكون بعيدا عن أهلك، ولا يجوز لها منع أولادك من زيارة جدهم إذا رغبوا في ذلك، وأسأل الله تعالى لزوجتك الشفاء، ولك الصبر ولوالدك الشفاء أيضا وحسن الخاتمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.