2007-01-17 • فتوى رقم 10043
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الكريم: في أحد المساجد في مدينتنا، صلى رجل بالناس صلاة الفجر، ولم يقنت.
وبعد انتهائه من الصلاة حدثت فتنة حول هذا الموضوع، فبين من يقول بأن القنوت سنة، وبين من يقول بأنه بدعة، وبين من يقول بأن القنوت في صلاة الفجر ليس بسنة ولا بدعة.
ولدى الرجوع إلى الأدلة، وجدنا أن الحديث الوحيد في قنوت الفجر هو حديث أنس، وهو حديث ضعيف.
ويوجد حديث آخر عند الإمام الترمذي في جامعه: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن هارون، عن أبي مالك الأشجعي، قال: قلت لأبي: يا أبة! إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب [ههنا] بالكوفة، نحوا من خمسين سنة، أكانوا يقنتون؟ قال: أي بني محدث.
قال أبو عيسى: هذا حديث [حسن] صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم.
وقال سفيان الثوري: إن قنت في الفجر فحسن، وإن لم يقنت فحسن، واختار أن لا يقنت.
ولم ير ابن المبارك القنوت في الفجر. ا.هـ.
وقنوت النوازل مما لا إشكال فيه، لكن المشكلة في التخصيص بدون دليل على أنه في صلاة الفجر خاصة.
نرجو أن تتفضلوا ببيان التفصيل في هذه المسألة.
وجزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اختلف الفقهاء في قنوت الفجر على ثلاثة مذاهب، وكلها مدعمة بأدلة ناهضة، وهذا من الاختلاف المأذون به:
فذهب الحنفية والحنبلية إلى أن القنوت في الفجر غير مشروع إلا في أوقات النوازل، مستدلين بما ورد عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه: (قنت في صلاة الفجر شهرا يدعو في قنوته على أحياء من أحياء العرب، ثم تركه) متفق عليه.
وذهب المالكية إلى أن القنوت في الفجر مستحب.
وذهب الشافعية إلى أن القنوت في الفجر سنة.
واستدل المالكية والشافعية على قوليهما بما روي عن أنس عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (أنه ما زال يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا) أخرجه أحمد والبيهقي، وهو فيه ضعف؛ لكن يتقوى بما أخرجه الترمذي وصححه عن البراء بن عازب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الصبح والمغرب.
وللمسلم أن يختار من هذه المذاهب المعتمدة ما شاء.
علماً بأن النوازل قد كثرت في بلاد المسلمين، في العراق، وفلسطين، وغيرها، فللإمام القنوت والدعاء على أعداء المسلمين على جميع المذاهب، اقتداءً بفعل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
وأسال الله تعالى أن يفرج عن إخواننا المسلمين في العراق وفلسطين، وفي كل مكان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.