2007-01-17 • فتوى رقم 10061
هل يمكن الدعاء في القلب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن آداب الدعاء خفض الصّوت به، بحيث يكون بين المخافتة والجهر لقوله عز وجلّ: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف:55].
ولما روي أنّ أبا موسى الأشعريّ قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فجعلنا لا نصعد شرفا ولا نعلو شرفا ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير، قال: فدنا منا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيها الناس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنكم ما تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا بصيرا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» أخرجه أحمد.
وقالت عائشة رضي الله عنها في قوله عزّ وجلّ: ﴿وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا﴾ [الإسراء:110] أي بدعائك.
وقد أثنى اللّه عزّ وجلّ على نبيّه زكريّا عليه السلام حيث قال: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً﴾ [مريم:3].
ولو دعوت ربك بقلبك كفاك، ولكن الأفضل النطق به بصوت منخفض.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.