2007-01-24 • فتوى رقم 10175
السلام عليكم
أريد أن أعرف ما معنى: (وما على الرسول إلا البلاغ)، فنحن نستعمل هذا المعنى في حياتنا اليومية؟
مثال ذلك: إذا أرسلنا شخصا ما لأحد لكي يحضر حفلة، وإذا لم يرد، فنستعمل هذا المثال.
فما المقصود به، وهل يجوز أن نقول هذا الكلام؛ لأن الرسول هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
وشكراً للإيضاح.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال الله تعالى: ﴿وما على الرسول إلا البلاغ المبين﴾ [النور:54] يعني إنما على الرسول أن يبلغكم ما أمره الله تعالى به من الرسالة، ويؤدي إليكم ما أمره بأدائه إليكم ربه، ولا يطلب منه إجباركم على ما أمركم به، ولا يجب عليه ضمان تطبيقكم له، فهذا لله تعالى وحده، والله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فاحرصوا لأنفسكم أن تكونوا من السعداء.
ثم إن الاقتباس من القرآن الكريم في الكلام العادي أجازه بعض الفقهاء إن كان المتكلم لم يقصد التحريف ولم يوهم ذلك للسامعين، ولم يقل قال الله تعالى ، ولم يستعمل الاقتباس في معنى هزل، فجائز، فقد أورد ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾ [الشعراء:227] أنه ورد في سياق وصية سيدنا أبي بكر رضي الله عنه قوله: "إني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب، فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه، وإن يجر ويبدِّل فلا أعلم الغيب، ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾ [الشعراء:227].
لكن التورع عنه أولى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.