2007-01-28 • فتوى رقم 10246
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال ترددت بكتابته وخفت كثيراً من ردك، لكن كان لازم أن أبعث لك السؤال، حتى أعرف أني لم أرتكب خطأ أو معصية أغضب بها رب العالمين.
يا حضرة الدكتور: أنا كنت أعمل شات مع مختلف الناس، وأي شخص يصادفني على الشات أكلمه، لكن ضمن حدود الله، والذي أحس أنه يتجاوز عن هذا الحد أبتعد عنه خوفاً من غضب الله، وقبل فترة بعثت لك سؤالاً على شخص أراد أن يخطبني، وكانت بيني وبينة علاقة، لكن أهله رفضوا، وحينها تأثرت كثيراً وكان ليس لدي أي حل سوى البكاء والدعاء والاستغفار من الله لرفع الكرب والهم عني، لحد أني تمرضت مرضا قويا بسبب الصدمة التي تعرضت لها، وفي هذه الأثناء دعوت الله ليلاً، وفي نفس اليوم صادف يوم مطر قوي، بكيت ودعوت الله أن يساعدني، وفعلاً بنفس اليوم ظهر لي شخص على الشات، كان يشكرني على رسائلي الدينية، وتكلمنا في الدين، وعرف بمشكلتلي ونصحني بأن أبدأ بقيام الليل، وأعطاني جدولا كاملا لقيام الليل ولقراءة القرآن والاستغفار، حينها من كان يكلمني أحسست بحب الله لي، وكأن الشخص ليس هو الذي كلمني، وإنما بعثه الله لنجدتي، وحتى يصحيني على زماني وأيامي التي قضيتها وأنا بعيدة عن رب العالمين، ومن يومها وأنا أقوم الليل وأقرأ القرآن، والاستغفار لا يفارق لساني، وكثفت جهودي على النت لبعث فقط الرسائل الدينية لمختلف الكروبات والمنتديات، والغرض من بعثها حتى أصحي الشباب على زمانهم، ومن أجل أن يتوبوا قبل فوات الأوان، والسؤال الذي خفت وترددت بسؤاله هو أني أكلم هذا الشخص بعد أن مسحت كل أسماء الشباب الذين كانوا بقائمتي، وبقى اسمه فقط مع أسماء أقربائي، وذلك لحاجتي الماسة له، لأنه أقدر أن أمثله لك بمنزلة الشيخ بالنسبة لي، والله كلامنا كله يدور عن الذكر والنصيحة، وتصحيح غلطي، وعبارة عن استشارات، بحيث اعتبره ضميري الذي لا ينام، ومن يومها كل يوم أو بين اليوم نتقابل لمدة نصف ساعة أو أكثر، يسألني عن أموري الدينية، وكيف حال القيام معي والتسبيح، ويعطيني أشياء وتسابيح جديدة استفيد منها، ومواقع لشيوخ الذكر، ومواقع دينية، ودائما يحفزني ويشجعني أكثر حتى أزيد من استغفاري وصلواتي، وهو الذي شجعني أن أكتب لحضرتك، واستشارك بطريقة المساعدة التي نتبعها مع بعضنا، فهل بالإمكان أن نبقى على هذا النسق، لأن علاقتنا كلها بما يرضي الله، وأنا محتاجة لمثل هكذا شيخ يأخذ بيدي ويدلني الطريق الصحيح، ووالله كل تعاملنا بما يرضي الله ورسوله، وكلامنا كلة بالدين والقيام والتسبيح، فهل يمكن أن نستمر على هذا الوضع؟
أرجوك أفتيني بأمري، لأني محتاجة فتواك بأسرع وقت، وياريت لو تأخذ بنظر الاعتبار أن حكم علاقتنا فقط وكلامنا هو عن الدين، وكيف ممكن أكثر أن أتقرب لله، ومعلومات عن الذكر ممكن استفيدها منه، والله شاهد على كل كلمة قلتها أنها صادقة، والله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته، مهما كانت النيات طيبة؛ لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة، وما ذكرت ليس منها.
ولذا أنصحك بختم هذه العلاقة مع هذا الشاب بعد شكره على ما قدم لك، وليخصص الشاب دعوته إلى الله تعالى بين الذكور فقط، وخصصي نفسك للدعوة إلى الله تعالى بين النساء فقط، وتفرغي أنت لعبادتك ودعوتك للإناث فقط.
وأسال الله تعالى أن يوققكما لذلك، ويتقبل منكما صالح العمل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.