2007-01-28 • فتوى رقم 10263
بعض الناس من كثرة ما يمارسون معصية معينة؛ من شرب خمر أو شرب الدخان أو أخذ المخدرات أو ممارسة العادة السرية يصل إلى درجة الإدمان على تلك المعصية، ويجد صعوبة في تركها، وحينما تحدثه نفسه بارتكاب هذة المعصية أياً كانت يجد صعوبة كبيرة للامتناع عنها، وإن إستطاع أن يمسك نفسه من ارتكابها فإنها تأخذ منه كل تفكيره ليلاً ونهاراً حتى في أثناء الصلاة، ولكن حينما يرتكبها يقف تفكيره بها ويستطيع أي يقوم بأعمال يومه العادية.
فما نصيحتكم لنا على أنه حينما نقف أمام ارتكابها تأخذ كل تفكيرنا، ولا نستطيع أن نتقن أي عمل نقوم به ليومين أو ثلاث، وبعد هذا الزمن نرتكب تلك المعصية من كثرة التفكر فيها؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما ذكرت صحيح، لأن الشيطان سيوسوس لك عند توبتك وإقلاعك عن المعصية، كي ترجع لترتكبها، وسيظل على ذلك فترة، فإن رأى منك صدقاً في التوبة فإنه سييأس منك ويبتعد عنك، فعبر عن صدق توبتك بالاستمرار في الانقطاع عن المعصية، ولقد حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات). أخرجه مسلم.
وقال تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران:142].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.