2007-02-04 • فتوى رقم 10377
لدي صديق لا يريد الإنجاب من زوجته في الوقت الحاضر؛ حيث أن لديه ابنتان حاليا، ويريد أن يؤجل فكرة الإنجاب حاليا حتى يشاء الله، ويرزقه بالمال، ليستطيع أن يصرف علي أسرته، وهو يرتكب خطأ كبيراً بحقه وحق زوجته، وهو أنه يعاشر زوجته عن طريق فتحة الفرج، فما حكم الدين والشرع، وهل تعتبر زوجته مطلقة أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمنع الإنجاب أو تأخيره لسبب تنظيم النسل، أو لترتاح فيه المرأة بعد حملها، يجوز برضا الزوجين، بشرط أن تكون وسائل المنع أو التأخير مؤقتة ومشروعة ولا ضرر فيها على الزوجة، أي بحيث يكون بإمكانهما الإنجاب بعد ذلك، ولا يجوز بالتعقيم الدائم.
على أن جماع الزوج زوجته في دبرها حرام شرعاً، وذلك لقوله تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:223]، والدبر ليس مكان الحرث، فلا يكون إتيانه جائزاً، ومن أدلة المنع أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، منها: (مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا) رواه الإمام أحمد.
فالوطء في الدبر محرمٌ حرمةً شديدةً وصاحبها يأثم، لكنها لا تؤثر على عقد النكاح ولا تفسخه، وعلى من تورط في ذلك الاستغفار والتوبة النصوح والعزم على عدم العود.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.