2007-02-22 • فتوى رقم 10551
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ: قرأت فتوى لأحد الشيوخ أن المقصود بـ (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) المقصود به هو الكحل والخاتم، وأن الوجه ليس من الزينة؛ لأنه جزء من الإنسان، واستدل على ذلك بقوله تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)، وأن المقصود هنا بالزينة هو الخلخال وليس الرجلين.
أرجو أن تعطوني رأيكم؛ لأن الأمر يهمني كثيرًاً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال تعالى:{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
فقوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ} أي لا يُظهرن {زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} وهو الوجه والكفان؛ فيجوز نظره لأجنبي إن لم يخف فتنة عند فقهاء، وذهب بعضهم إلى أنه يحرم لأنه مظنة الفتنة، فالوجه والكفان يجب سترهما عند خشية الفتنة، ويتحتم على الزوجة ذلك إن أمرها زوجها بذلك.
وقوله: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} كانت المرأة في الجاهلية إذا كانت تمشي في الطريق وفي رجلها خلخال صامت -لا يسمع صوته- ضربت برجلها الأرض، فيعلم الرجال طنينه، فنهى الله المؤمنات عن مثل ذلك.
وكذلك إذا كان شيء من زينتها مستورًا، فتحركت بحركة لتظهر ما هو خفي، دخل في هذا النهي؛ لقوله تعالى: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}.
هذا ما ذهب إليه أكثر المفسرين، وذهب البعض إلى ما ذكر سابقا، وهو ضعيف عندي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.