2007-02-22 • فتوى رقم 10573
السلام عليكم ورحمة الله زبركاته
نشكرك يا شيخ على الجهود الطيبة، سائلين الله أن يجعلها في ميزان حسناتك.
السؤال هو: أنا يا شيخ ارتكبت كبيرة الزنا أول مرة في حياتي ارتكبها، وتبت إلى الله عز وجل توبه إن شاء الله يتقبلها، ولكن يا شيخ ذبحتني الوساوس في أمرين: الأمر الأول الشهوة، والأمر الثاني في المرض الخبيث، أعاذنا الله منه، وفحصت عند مختبر تحليلي وظهرت النتيجة أنه لا يوجذ شيء، ولكني يا شيخ قتلتني الوساوس، وأفكر كثيراً بأن تكون المدة غير كافية في اكتشاف المرض، أو أن يكونوا قد أخطؤا في التحليل.
والله يا شيخ قتلتني الوساوس، دعوت الله كثيراً في كل مرة ، ولما ادعوه سبحانه يأتيني الإلهام من الله أنه لا يوجد شيء في، وكلما اختلي في نفسي تبدأ الوساوس.
ذهبت للعمرة، وسبحان الله ارتحت راحة كبيرة، ومرة كنت أفكر بالموضوع وأنا في السيارة مشغل آيات قرانية، سبحان الله لفت انتباهي آيه تقول فيما معناها لأني لم أحفظها (أن هذه الوساوس من الشيطان، ولن يضرك شيء إلا ما كتبه الله عليك) هل هذه الآية جائت صدفة، أم أن الله سبحانه وتعالى جعلني انتبه بها كي يطمئنني؟
والله يا شيخ رأسي سوف ينفجر من التفكير، علماً بأني من أسرة صالحة، ولا أدري ماذا أفعل؟
وجزاك الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي تعزم على أن لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى:(إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، والاشتغال بمهنة تأخذ الوقت كله، أو بطلب العلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.