2007-02-24 • فتوى رقم 10643
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أمّا بعد:
شابّ من تونس، يملك أبي قطعتي أرض، استثمر أولاهما في مشروع فلاحي معتبر معتمدا على ماله الخاص، منح حكومية، تداين وقرض بنكي (ذي فائدة). وحيث أنّه لم يتمكّن من استكمال مشروعه الأوّل اضطرّ إلى استثمار القطعة الثانية في مشروع فلاحي ثان مواز للمشروع الأوّل أملا في أن تعينه المنح الحكومية وخصوصا القرض البنكي الثاني على تسديد ما عليه من دين واستكمال المشروع إجمالاً. لكنّ الدولة والبنك الفلاحي لا يقدّمان مالا لأكثر من مشروع واحد في آن واحد. فأجّر لي قطعة الأرض الثانية وكتبنا المشروع الثاني باسمي. وهكذا تعهّدت بمساعدة أبي (في حقيقة الأمر لست من يقوم على المشروع، بل فعلت هذا قصد البرّ بوالدي).
ومضى أبي في مشروعه، وازدادت ديونه، وأصبح معتمدا كلّ الاعتماد على القرض الثاني، تبيّن لي حينها أنّ القروض البنكيّة ذوات الفائدة ربا، وإثمه كبير لا فرق فيه بين آكله ومؤكله وكاتبه وشاهديه.
نظرا لامتناعي عن التوقيع على القرض الثاني :
حاولنا إيجاد مصدر مالي آخر، لكن من الصعب جدّا إيجاد المبلغ المطلوب في وقت وجيز، خصوصا أنّ الحاجة للمال أصبحت ملحّة الآن، فالأشجار تحتاج مالا للقيام بها وإلاّ ماتت وضاعت.
اضطرّ أبي إلى استعمال صكوك بدون رصيد.
وبالتالي فإنّ ديونه تتراكم، ويضيع مشروعه ويخسر أرضه المرهونة عند البنك.
السؤال: هل تعتبر الظروف المذكورة ضرورة تبيح لي التوقيع على القرض الثاني؟
اعتذر عن طول الموضوع، أفتونا جزاكم الله خيراً.ً
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرى أن كل ما تقدم لا يبيح لك أن تقدم أي مساعدة لوالدك عن طريق الربا، وعليك أن تنصحه ببيع الأرضين وتسديد ديونه والتخلص من الربا، فالخسارة في الدنياأهون من العذاب في الآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.