2007-03-04 • فتوى رقم 10890
بعض العلماء يقولون أنَّ ترجمة القرآن غير ممكنة لإعجازه بالعربية، وأن فيه كثيرًا من الكلمات لا يُوجد لها مقابلٌ في اللغة التي يترجم إليها, كما أن للقرآن إعجازا عدديا، فإذا ترجم القرآن لا يبقى في الترجمة مثل هذه الفوائد التي هي من جملة معجزاته، لكن من الناس من يقول: لا معنى للقول بأنه لا تجوز ترجمة القرآن، إلا إيجاب بقائه غير مفهوم؛ لذا يذهبون إلى وجوب ترجمته, فنرجو منكم بيان الحق في هذه المسألة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فترجمة معاني القرآن الكريم إلى أي لغة أخرى لا مانع منها شرعاً، بشرط أن يكون المترجم أميناً عالماً باللغة المترجم لها وعنها، فالقرآن الكريم نزل للناس جميعاً، وترجمة معانيه إلى لغاتهم يسهل وصوله إليهم واطلاعهم عليه، مع أن هذه الترجة لا تأخذ حكم القرآن.
أما ترجمة القرآن ترجمةً حرفية، وهي نّقله من اللغة العربية إلى لغة أخرى، مع التزام الصّورة اللّفظيّة للكلمة، أو ترتيب العبارة، فلا يجوز شرعاً؛ لأن فيه إخلالا بالقرآن الكريم ومقاصده، ولأن الترجمة الحرفية معناها ذكر المرادف أو المقابل للفظ من اللغة الأخرى، وهذا ما لا يمكن في اللغة العربية مع غيرها لسعتها ووجود الكناية والاستعارة فيها، وغير ذلك من أساليب البلاغة التي تختص بها العربية ويقل نظيرها في اللغات الأخرى، فإذا ترجم القرآن ترجمة حرفية تغير المعنى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.