2007-03-06 • فتوى رقم 11048
أنا تأتيني في بعض الساعات تهيؤات أني عملت حاجات وأنا لم أعملها، وأنا أيضاً تأتيني تهيؤات أنى سافرت إلى أماكن وعملت فيها أفعالا مشينة، يعنى مثلاً أقعد أتخيل أنى سافرت للسعودية، ورحت هناك عند الحرم المكى وعملت أفعالاً مشينة جداً والعياذ بالله، الكافر لا يقدر أن يعملها، فما بالكم بالمسلم، وأنا عمرى ما خرجت لخارج مصر، وهى أشياء لا يمكن أي شخص فى الدنيا أن يتخيلها.
وأنا كنت أقعد أتخانق مع نفسى وأقول: كيف أعمل هذا على حاجات ثانية قبل هذه (مع أني لم أعملها طبعاً) لكن إحساسى بأنى لم أعمل حاجة بدأ يقل، وبقيت أحس أنى عملت ذنوباً ومعاصي ليس لها حد، مع أنى إنسان عادي، ولا يوجد فائدة.
أنا كل يوم أتخيل حاجة جديد لدرجة أن إحساسي بأنى أعمل الحاجات هذه يزيد كل يوم، أنا أقعد مع الناس وأتخيل وأقول: هل هناك توبة للأفعال هذه.
وبعد ذك أنا عندى إحساس أني سأعيش وأموت، وخايف من حاجة، لكن لا أعرف ماهي، يمكن أني محتاج أن أتوب عن الذي أنا لم أعمله، وبقيت أقول من داخلي ما الذي دعاني أن أعمل كل هذا؟، هل الذي يخلينى أصلى وأصوم والعياذ بالله، أبقى كما أنا إن كان ذلك، ولم يعد من فائدة، حتى أني اعتبر أن المشكلة هنا أنى أول ماأفكر فى الفعل أحمل نفسي ذنبه، واعتبر أني عملته، أنا بقيت فى الآخر أخضع لهذه الأفكار وأحاول أن أتوب عنها، لكن من شروط التوبة الندم، نعم أنا سأندم على حاجة أنا لم أعملها، وإذا قلت وتحديت أنا لم أعملها ألاقى الذي يقول لي: نعم، دعك هكذا لغاية أن تموت عليها، وأنا بقيت محتاراً، وحينما أحكى لأحد أقول له: إنى عملت أم لم أعمل؟ ولو قلت: لم أعمل أحس أنى أكدب، وضعوا فى اعتباركم أن الأفكار هذه أفكار تعجيزية، يعنى تكاد تكون أحس أن ليس لها توبة والعياذ بالله.
أنا تعبت كثيراً، وهذه تعتبر نقطة صغيرة من الذي عندي، أنا لا أعرف ماذا أعمل؟
وأنا أسئلتى كثرت بسبب هذا الموضوع، حيث إنها تعدت العشرين سؤال، وأنا منذ أكثر من 9 شهور فى هذا العذاب، أنا فعلاً أعمل العادة السرية ونفسى أتوب عنها، ولم أعد أقول أذكار الصباح والمساء، ولم أعد أصلى في المسجد وأقرأ القران، لأنى كلما أنظر إلى المصحف تأتينى وساوس، فأخاف جداً، ولم أعد أعرف أنا إلى أين ذاهب، أنا أصبح لزاماً علي أن كل فترة اغتسل وأنطق بالشهادتين من أول وجديد.
أنا ملخص كل ماسبق بأنى أريد أن تقول لي: كيف أتأكد من إسلامي؟
ارجو الرد سريعاً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرى أنك تعاني من الوسواس، والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
أما الهواجس الشيطانية نحو بعض الأمور الاعتقادية فهذه اختبارات لمدى إيمانك بالله تعالى، وما دام الأمر خارجا عن إرادتك فأنت غير مسؤول عنه ولا محاسب عليه من الله تعالى إن شاء الله تعالى، قال تعالى: (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) [النور:61]، ولا بد من صرفها والدعاء إلى الله تعالى أن يصرفها عنك، ولك في ذلك الأجر الأوفى عند الله تعالى على الصبر عليها.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، مع التوبة مما سبق من تركك للصلاة، وممارستك للعادة السرية، فعليك أن تعاود الصلاة وتقضي ما فاتك منها، وتمتنع عن العادة السرية لحرمتها ولضررها الصحي والنفسي.
وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ماأنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.