2007-03-07 • فتوى رقم 11092
قال تعالى: (يأ أيها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله)صدق الله العظيم.
ماذا نستنتج من تكرار جملة (واتقوا الله) في هذه الاية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر:18].
جملة {ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ} معترضة بين جملة {اتقوا الله} وجملة {إن الله خبير بما تعملون} .
فإعادة {واتقوا الله} ليبنَى عليه {إن الله خبير بما تعملون} فيحصل الربط بين التعليل والمعلل إذ وقع بينهما فصل {ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ}، وإنما أعيد بطريق العطف لزيادة التأكيد؛ فإن التوكيد اللفظي يؤتى به تارة معطوفاً كقوله تعالى :{أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى} [القيامة:34-35] وقوله: {كلا سوف تعلمون، ثم كلا سوف تعلمون} [التكاثر:3-4]. وذلك أن في العطف إيهام أن يكون التوكيد يجعل كالتأسيس لزيادة الاهتمام بالمؤكد.
فجملة {إن الله خبير بما تعملون} تعليل للحث على تقوى الله وموقع {إنَّ} فيها موقع التعليل.
ويجوز أن يكون {اتقوا الله} المذكور أولاً مراداً به التقوى بمعنى الخوف من الله وهي الباعثة على العمل ولذلك أردف بقوله: {ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ} ويكون {اتقوا الله} المذكور ثانياً مراداً به الدوام على التقوى الأولى، أي ودوموا على التقوى على حد قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله} [النساء:136] ولذلك أردف بقوله: {إن الله خبير بما تعملون} أي بمقدار اجتهادكم في التقوى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.