2007-03-10 • فتوى رقم 11211
أريد أن أعرف المعني الديني للواط وعقوبته في الإسلام؛ لأني أعرف شخصاً ندم الآن عن ذلك الفعل الحرام وتركه، ويريد أن يعرف هل ما كان يفعلة لواط، مع العلم أنه لم يدخل في دبره شيئاً، ولم يدخل شيئا في دبر الشخص الآخر، فكانت الملامسة من الأمام فقط.
والآن هو نادم، ويريد أن يعرف معني ما فعله في الإسلام، وهل هو لواط أم لا؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاللواط: هو جماع الرجل الرجل الآخر في دبره، وهو محرم بإجماع المسلمين، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) (هود:82).
وما تفعله هو من الكبائر التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، بل هو من أشد المحرمات، لكن لم يرد في الشرع عقوبة لذلك بالحد، لأنه دون اللواط قليلا، وإنما اكتفى بالتعزير لو وصل الأمر إلى الحاكم لعاقبك عليه بأشد العقوبة، ولذلك فعليك التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد بتوبته، وعليك أن تكثر من الدعاء وعمل الصالحات من الأعمال كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) (هود:114)، مع كثرة الاستغفار، ثم عليك ترك رفقاء السوء، والسعي للزواج ما أمكنك ذلك.
وأرجو من الله العلي القدير أن يوفقك لتوبة نصوح قبل فوات الأوان، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.