2007-03-21 • فتوى رقم 11278
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدم لي شاب ذو خلق ودين بنفس عمري، وكلمني عن نيته، وقد تعرف علي في عمل جماعي خيري كنا نقوم به في دار للأيتام.
أخبرت أسرتي بذلك، وتقبلت الموضوع برحابة صدر، وقابل والدي وطلب منه أن ينتظر إلى أن يقنع أهله، وأنا والحمد لله وبفضل من الله فتاة ملتزمة، أحب ديني وخالقي سبحانه المنعم علي بالكثير.
والمشكلة هي عدم قبول أهل الشاب لفكرة زواجه من منطلق أن الوقت مبكر لذلك، ومضى علينا الآن عشرة أشهر دون حل، مع العلم أنني أكلمه ويكلمني بعلم أهلي، مع خجلي من ربي سبحانه من بعض الأمور الخاطئة التي حصلت في هذه الفترة (بتيسير من الأهل) وأعلم أننا فتنا، والتي تبنا عليها إن شاء الله، وعزمنا على عدم العودة بعون الله إلى أن يجعل الله لنا مخرجا من أمرنا بتقواه.
وقد أكرمني ربي في هذه الفترة، ومع كل التقصير الذي حدث منا بالكثير (تخرجي من الهندسة المعمارية- اشتراكي في مسابقة معمارية وفوزنا بالجائزة الثانية، وختمت بفضل ربي علي بختم كتابه وأخذي لإجازة القرآن الكريم) ذكري لهذه الأمور صدقا لأذكر نفسي بكرمه سبحانه وفضله علي، وأنا المقصرة.
فما الحل بهذه للمشكلة، والأمور من طرفي وأهلي ميسرة من كل الجوانب، أطلب من الله أن ييسر الحل على أيديكم لأنني وعلى الرغم من تصميمي على المقاومة وتصميم الشاب، ومحاولتنا للمضي والصبر على هذا الحال، لكن الموضوع فوق الاحتمال، ليس من الناحية العاطفية وإنما من منطلق طلب الاستقرار وهدوء النفس وعدم انشغالها الدائم الذي قد يشل التفكير مع مرور الوقت وطول المدة.
والله المستعان، ومنكم الاستفادة، نرجو المساعدة للحل السريع.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته، مهما كانت النيات طيبة، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
فعليك أن تتوقفي عن الحديث مع هذا الشاب إلى أن تعقدا عقد الزواج الشرعي بينكما بعد موافقة الأهل عليه، ثم تكونان زوجين ويحل لكما ما يحل للزوجين.
وإياك أن تتورطي في غير ذلك فتندمي.
وأتمنى لكما التوفيق والسعادة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.