2007-03-21 • فتوى رقم 11309
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل: كثيراً ما يراودني سؤال عن حال المتوفى الآن، الذي توفي منذ فترة. أي ما الذي يراه ويسمعه ويفعله منذ دفنه إلى أن تقوم الساعة؟
وهل يعلم بأن أحدا يدعو له أم لا؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإنسان بعد موته يدخل عالم البرزخ، وهو عالم مغيب عنا، لا نعلم عنه إلا ماأخبرنا الشارع الحكيم عنه، من ذلك ما أخرجه أبو دود في سننه عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال: (استعيذوا بالله من عذاب القبر) مرتين أو ثلاثا، زاد في حديث جرير هاهنا، وقال: (وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين ، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله، فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، فيقولان له ماهذا الرجل الذي بعث فيكم؟ قال: فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان وما يدريك؟ فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقته، فذلك قول الله تعالى {يثبت الله الذين آمنوا} الآية. قال: فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفتح له فيها مد بصره، قال: وإن الكافر، فذكر موته، قال: وتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول هاه هاه لا أدري، فيقولان له ما دينك؟ فيقول هاه هاه لا أدري، فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء أن كذب فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار، قال: فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا، فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا، قال: ثم تعاد فيه الروح).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.