2007-03-21 • فتوى رقم 11318
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا كنت ملتزمة بحفظ القرآن مع شيخة تحفظنا القرآن، أنا وعدة بنات.
من حوالي أسبوع داومت بالتدريب في شركة لعل وعسى أن أتوظف فيها بعد شهر من التدريب بإذن الله تعالى، وأنا إن شاء الله سأحاول
متابعة حفظي للقرآن رغم ضيق الوقت وصعوبة ذلك.
لكن الشيخة تقول: إني الأفضل أن أتابع بالدروس وأترك الوظيفة، رغم أني يا شيخ صار لي أكثر من أربع سنين انتظر هذه الوظيفة، وأنا غير متزوجة، فهل صحيح
متابعتي للدروس أفضل من الوظيفة؟
وهل علي متابعة حفظ القرآن وأن أِجد بحفظه؛ لأنه يعتبر فرض عين على كل مسلم رغم ضيق الوقت، أم ماذا أفعل؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالواجب على كل مسلم أن يحفظ من القرآن الكريم ما تصح به الصلاة، ويعلم ما تصح به قراءته، ثم إن زاد على ذلك فله الثواب العظيم، فإن من حفظ القرآن الكريم وعمل بما فيه أثابه الله على ذلك وأكرمه يوم القيامة، حتى إنه ليرتقي في درجات الجنة على قدر ما يقرأ ويرتل من كتاب الله، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). أخرجه الترمذي وأبو داود.
ولكن يجب على حافظ القرآن الكريم أن يتعهده بالتلاوة حتى لا ينساه لقوله عليه الصلاة والسلام:( تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها) أخرجه البخاري ومسلم.
فأرشدك إلى أن توازني بين عملك ومتابعة حفظك للقرآن الكريم، ولو على مدة طويلة، فتجمعي بين الخيرين.
وفقك الله تعالى لحفظ كتابه، وجعلنا وإياك ممن يتدبرون القرآن، وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.