2007-03-22 • فتوى رقم 11335
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أنعم علي الله بالإيمان حديثاً، وبدأت سلوكياتي تتغير، لكن المشكلة أن جدتي مفطوعة الرجلين، وهي تقيم معنا، ومريضة بالقلب والسكر وعدد من الأمراض الأخرى، وهي دائمة الألم والصراخ.
تقبلت أمي الأمر في البداية، وهي مهتمة بها دائماً إلى الآن، إلا أنها لم تعد تطيقها، وكثيراً ما تغضب عليها، خاصة أنها لا تنام في الليل نتيجة الصراخ الدائم.
أما أنا وإخوتي فنحبها ونعاملها جيداً، وأخيراً وبعد استشارة عدد من الأطباء اكتشف أنها لم تعد تتألم، إلا أنها ما زالت تصرخ، فاكتشفت أخيراً أنها تمثل وتريد إيقاظنا ليلاً لأنها لا تنام، ولكني دائما أحبها وأساعدها على الجلوس والنوم، إلا أنها دائمة التمثيل والصراخ، وأذكر أن لها 7 بنات لا يريد أحد منهم أن تسكن عنده، فقررت أن أدعوها إلى الصلاة، فحكيت لها قصص الأنبياء فقبلت، وبعدها بايام أردت أن أحكي لها عذاب القبر ونعيمه فسمعتني قليلاً ثم رفضت الإكمال لأنها تحس بالكآبة، وكرهتني، وكلما مررت بجانبها تمثل النوم ولا تريد أن أكلمها أبداً عن الحساب والعذاب، في المقابل تقبل الكلام حول الجنة وتحبه، وهي تخاف غضبي ولا تخاف غضب الله، رغم أني دائم الإحسان معها.
وأخيراً اكتشفت أنني عندما أخرج من غرفتها أنا وأمي تصبح عادية، وعندما أدخل تتظاهر بالمرض والحزن.
فهل أحافظ على سلوكي معها، وكيف يمكن أن أتصرف مع تمثيلها، خاصة أن أمي قلقت منها، مع العلم أن بعض الأحيان تتجاهل وجودي وتنادي لغيري لمساعدتها، وهذا مايغضبني دون أن أكلمها؟
وهل يجوز أن لا أكلمها عن عذاب القبر والحساب، خاصة وإني أريدها أن تؤمن بالله، وخاصة أنها تتمنى الموت، ودائماً تقول: لماذا يالله تعذبني؟
وهل يجوز لي أن أصارحها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تستمر في إكرامك لجدتك والإحسان إليها براً بوالدتك، وأن تستمر بترغيبها بالجنة وذكر قصص الأنبياء والصالحين لها بما أنها تستمع لها ففي طياتها الترهيب والتذكير بالله تعالى.
ولأمك عظيم الأجر بالصبر عليها ومداراتها إكراماً لله تعالى.
وأتمنى لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.