2007-03-23 • فتوى رقم 11435
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين، في زمن ضاع فيه كثير من القيم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
لدي سؤالان، أرجو من سيادتكم التكرم بالإجابة عليهما، وجزاكم الله خيراً.
السؤال الاول: في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه يقول : (لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)، فهذا الحديث يقلقني كثيراً، وإليكم قصتي:
أنا طالب أدرس في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية، أحببت ابنة خالي منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، وافتتنت بها كثيراً لدرجة أنني لا يمضي علي وقت إلا وهي في بالي، نائما أو مستيقظا، أدعو دائما في كل صلاة بل ما علمت من وقتا يجاب في الدعاء إلا ودعوت فيه (وقت السحر، قبل الصلاة، بين الاذان والإقامة، وقت نزول المطر، دبر كل صلاة...الخ)، وإليكم نص الدعاء الذي لا زال يلازمني منذ وقت طويل: (الحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربي اغفر لي ولوالدي ولـ (باسمها) ولوالديها، وارحمنا جميعاً برحمتك يا أرحم الراحمين، ربي حبب (باسمها) فيك وفي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وفي القرآن الكريم، واجمع قلبينا على ذلك، أنا و(باسمها) ووالدي ووالديها، واجمعنا بحبيبك محمد في الفردوس الأعلى يا رب، ربي اجعل (باسمها) زوجتي في الدنيا والآخرة في الجنة مع حبيبك محمد، ولا تكلنا إلى أحد، وكن ولينا في الدنيا والآخرة يا رب، وارزقنا الخير في الدنيا والآخرة، والذرية الصالحة يا رب، ربي اجعلها (باسمها) من عبادك الطيبين العابدين لك، ولا تجعلها من أولئك الذين لا يحبونك ولا يخافونك، ونور قلبها وعقلها وكل ذرة فيها بحبك وحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ووفقها إلى خيري الدنيا والآخرة يا رب، وثبت قلوبنا على الإيمان، ونجنا من عذاب القبر، وفتنة الدجال المسيح، وادخلنا الجنة أنا و(باسمها) ووالدي ووالديها يا أرحم الراحمين، ربي آتينا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وصلى اللهم وسلم على نبيك محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً)، وفوق ذلك إنني ما فعلت من خير إلا ووددت أن تكون معي فيه، فأنا أقرأ القرآن وأقول : رب اجعل نصف الأجر لي ونصفه لـ (باسمها)، وأتمنى أن تكون معي دوماً.
هي تعلم بحبي لها، ولكن لا تفعل شيئاً، فهي خجولة جداً وأنا كذلك، معظم أبناء أخوالي وخالاتي يعلمون ذلك، وربما أبويها كذلك.
ماذا أفعل، فأنا لا زلت أدرس (في السنة قبل الأخيرة)، وهي أصغر مني، لا أستطيع الكلام مع أبيها، فأنا أستحي منه كذلك، فماذا أفعل؟
وهل أنا أحبها أكثر من الله ورسوله بحديثي هذا، وماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخرج الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يقذف في النار أحب إليه من أن يعود في الكفر بعد أن نجاه الله منه، ولا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
لكن حبك لله ولرسوله لا يتعارض مع حبك لغيرهما، لكن يجب أن يكون حبك لله ورسوله والتزامك بتطبيق أوامر الشرع فوق كل حب.
ولا مانع من الدعاء السابق الذكر، فهو دعاء جيد، لكنه لم يرد فيه نص.
وابنة خالك أجنبية عنك من كل الوجوه، قبل خطبتها والعقد عليها، فليس لك الحديث معها إلا عند الضرورة، وعلى مسمع من الأهل وموافقة منهم.
ولا بأس بأن تخبر والدتك بأن تخطبها لك من أخيها.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.