2007-03-23 • فتوى رقم 11438
يعتبر عالم الجن من الأمور التي اختلفت فيها مواقف الناس، ما بين مبالغ في التهويل من أمرها، وما بين مششكك في وجود ذاك العالم.
أرجو تاصيلاً فقهياً للمسالة.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ثبت وجود الجنّ بالقرآن والسّنّة، وعلى ذلك انعقد الإجماع، فمنكر وجودهم كافر لإنكاره ما علم من الدّين بالضّرورة.
وقد اتّفق العلماء على أنّ الجنّ مكلّفون مخاطبون لقوله تعالى: ?وما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلاّ لِيَعْبُدُونِ? [الذاريات:56]، فمنهم المسلمون ومنهم الكفار، قال تعالى على لسانهم:(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً، وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) [سورة الجن:14-15].
وللجنّ القدرة على التّشكّل في صور الإنس والبهائم، فتشكّلهم ثابت بالأحاديث، والآثار، والحكايات الكثيرة.
وغالب ما يسكن الجنّ في مواضع المعاصي والنّجاسات.
ولقد ورد في الكتاب والسنة أذكار يعتصم بها من الشّياطين مردة الجنّ، ويستدفع بها شرّهم: من ذلك الاستعاذة باللّه من الجنّ، وقراءة المعوّذتين، وقراءة آية الكرسيّ، وخاتمة سورة البقرة، وقول: "لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت، وهو على كلّ شيء قدير" مائة مرّة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.