2007-03-23 • فتوى رقم 11451
السلام عليكم
عندي صديق اشترى منزلاً بالتقسيط، ولكن عبر البنك الربوي (لمذة 25 سنة)، مع العلم أننا نعيش بفرنسا، وليس هنا بنك إسلامي.
والآن يسأل: هل هذا حلال أم حرام، وماذا عليه أن يعمل لأنه حائر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان البنك هو الذي يشتري البيت ويدفع ثمنه للبائع، ثم يبيعه إياه بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليه أي زيادة بعد ذلك إذا تأخر في السداد لظروف خاصة -وهو أمر مستبعد- فلا مانع من ذلك.
أما إن كان المشتري للبيت صديقك، والبنك يقرضه الثمن قرضا بفائدة أو يشترط عليه زيادة في الفائدة إذا تأخر في السداد، فلا يجوز، وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) [البقرة:279].
ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس تأمين مسكن مملوك من ذلك مع القدرة على الاستئجار، وعلى من تورط في ذلك أن يسارع إلى السداد ما أمكنه، ويبذل في ذلك كل جهده، مع التوبة والاستغفار.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.