2007-03-23 • فتوى رقم 11470
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب مسلم، أبلغ من العمر 23 سنة، هاجرت لهولندا من أجل متابعة دراستي، ثم تعرفت علي فتاة مسلمة وطلبت يدها للزواج.
الفتاة من جهتها تبادلني الشعور نفسه، ومستعدة لتكملة مشوار العمر معي، إلا أن أباها المحترم يرفض مبدأ الزواج، بل وحتى الخطبة، متعللا بحجج واهية.
الأب لا يمانع أن أكون علي علاقة بالفتاة, ولكن أن نرتبط شرعا فدلك ما لا يريد، وقد قام بتهديد الفتاة إن هي أصرت علي موقفها بالسحر، إذ هو مؤمن كثيراً بهذا الفعل الخبيث، بل الأكثر من ذلك أنه يوهم الفتاة أني قمت بالسحر حتى تعلقت بي لدرجة أنها وقفت الند للند معه بعد أن قمنا بجميع محاولات إقناعه، سواء من طرفنا، أو من خلال إشراك بعض أقارب الفتاة في الموضوع دون جدوى.
وفي كل مرة يتحجج بشيء جديد، فهو يدعي أني غير قادر على إعالة ابنته كوني لا زلت أدرس، علماً أن لي دخلا شهريا لا بأس به، وقد قام بمطالبتي بمبلغ خرافي حتى يقبل بزواجنا أو حتى خطبتنا.
خلاصة القول: هو يرفض زواجي منها قطعا، ويحاول التفريق بيننا بمساعدة الأم التي ما فتأت تقوم بكل شيء حتى نفترق، مؤكدة أن هدف زواجي من ابنتها هو الحصول على أوراق الإقامة فقط، والله وحده يعلم أني أحب الفتاة وأكن لها كل تقدير، وأريد الارتباط بها دوما.
والآن وبعد هذا المخاض العسير، وبعد أن باءت جميع المحاولات التي دامت ما يقرب سنة بالفشل، فقد قررت الفتاة مغادرة بيت أهلها مكرهة، على أن نتزوج في أقرب الآجال، ونستقر مع جدتي في منزلها، فما هو حكم الشرع في هذا الفعل؟
وما حكم الشرع في والدي الفتاة اللذين رفضا كل شيء ولا زالوا يمارسون أعمال الشعوذة على الفتاة، من أجل طيها عن فكرة الارتباط بي؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كنت الفتاة عاقلة بالغة رشيدة فعليها أن تقنع والدها بك، فإذا اقتنع بك فبها، وإلا فلك خطبة غيرها، أو لها أن ترفع الأمر للقاضي المسلم للبت في الموضوع، ولا أنصحها بالزواج بدون ذلك، لما قد يترتب عليه من الضرر، ولو تزوجت منك بدون موافقة الولي ولا القاضي المسلم بإيجاب وقبلول وشهود، فالزواج محل اختلاف الفقهاء، فمنهم من أجازه ومنهم من أفسده.
ولكنني لا أرجح زواجها منك دون موافقة الولي حتى عند من أجازه، لما قد يترتب عليه من آثار اجتماعية غير مستحسنة، وسيعوضك الله تعالى خيراً منها، وسيعوضها خيراً منك إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.