2007-03-23 • فتوى رقم 11498
سيدي الكريم: أرجوكم أعينوني، فزوجتي تمتنع عن الفراش منذ 8 أشهر، وذلك بسبب خصومة، وتلك هي عادتها، ولما أذكرها بالشرع تقول لي إنها كافرة، ولن تمسني ما حييت، بل تكيل لي السب والشتم والإهانات أمام بناتي، علماً أنها تصلي ومتحجبة، والسبب أنها تغيب عن المنزل دون استشارتي.
فكرت في الطلاق؛ لكن ما مصير بناتي؟
أرجوكم ما العمل، علماً أني أخاف ربي، ولا أريد أن أحيد عن طريقه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه الزوجة إن استمرت بهذه التصرفات، وامتناعها عن زوجها، فهي ناشز شرعاً، ويسقط حقها على زوجها من النفقة، وللزوج أن يستعمل معها الأساليب التي بينها الله تعالى في الإصلاح، فينصحها بالكلام ويخوفها من عذاب الله تعالى وغضبه ومقته، ويبين لها أن هذه الدنيا لا تدوم، وحرمة وصفها لنفسها بالكفر، وأنها ستحاسب على كل ما تكسبه يداها، ثم إذا استنفدت النصيحة بالكلام هجرها في المضجع وأعرض عنها، وإن تمادت فله الضرب للتأديب ضرباً غير موجع وغير مبرح.
والأفضل كما ذكرت الابتعاد عن الطلاق مهما كان مراعاة للحفاظ على الأولاد، ولعلك تندم بعد طلاقها فلا تحل لك إلا بعد أن تنكح زوجاً غيرك في ذلك الوقت، ولتعلما أن أبغض الحلال عند الله تعالى هو الطلاق، فهل يسركما فعل ما يبغضه المولى تبارك وتعالى.
وأنصح كلاً من الزوجين أن يسارع كل واحد إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلي كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من بحاسب أكثر.
وأسال الله تعالى لكما السعادة والتوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.