2007-03-23 • فتوى رقم 11559
السلام عليكم ورحمة الله
مشكلتي باختصار أني أدرس في بلد أجنبي، وقد تعرفت على بنت مسيحية، وبعد حين قد تعلقت بهذه البنت، ولم أعد قادراً على فراقها، وبسبب ضيق النفس والملل ووقت الفراغ قد حصل ماحصل مما لا يرضي الله، ولكن أقسم أني أردت الزواج بها، ولكن قد بدأت المشاكل، فهي غير قادرة على أن تخبر أهلها لأننا من نفس البلد.
وأنا اليوم في حيرة من أمري؛ هي قد تغيرت كثيراً، فقد أوقفت كثيراً من عادتها السيئة، فهي لا تشرب ولا تأكل لحم الخنزير، وأحس أنها تريد الإسلام في المستقبل.
أريدكم أن تخبروني: إذا تزوجتها وهي مسيحية، أفي ذلك الأمر مخالفة، وخصوصاً أن أهلي غير موافقين بسبب المشاكل العائلية المستقبلية؟
أرجو أن توضحوا لي ما يجب فعله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فزواج المسلم بالمرأة من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) جائز على ما يعتقدون من عقيدة مخالفة للعقيدة الإسلامية، لقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة:5].
لكن كرهه بعض الفقهاء، خشية أن تؤثر الأم على عقيدة أولادها إن لم تسلم.
وعليه فأرى إن لم تسلم قبل زواجك بها أن تتحول إلى غيرها، لما قد يترتب على زواجك بها من مفاسد كبيرة، الأولى البعد عنها.
وأذكرك بالتوبة النصوح مما سبق منك معها دون عقد، وكثرة الاستغفار.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.