2007-03-27 • فتوى رقم 11670
نرجو من سيادتكم التكرم بإنارة بصيرتنا، وجلاء همنا فى هذه المسألة، فرج الله همكم، وجعلكم سراجاً منيراً للحائرين.
أنا عمرى 34 عاما، الابن الوحيد لأبوين شيخين كبيرين، متزوج منذ حوالى 12 سنة، وأعيش أنا وزوجتى مع والدي فى ريف مصر، لم يأذن الله حتى هذه اللحظة بالذرية، ورغم سعينا الحثيث فى الأخذ بالأسباب فى الطب الحديث، والتى منها عمل العديد من محاولات الإخصاب المعملى (أطفال الأنابيب) وطبياً فإننى أعانى من ضعف واضح وشديد فى مستوى الخصوبة، يضعف بصورة كبيرة من فرص الحمل الطبيعية، ولكنه لا ينفيه نهائيا، كما تصبح فرص الحمل أفضل نسبيا مع الحمل المعملى.
أبى وأمى منذ سنوات يبكيان لكى أتزوج زوجه ثانية على أمل الإنجاب، ووجود وريث يتوج ما جمعاه خلال رحلة كفاحهما وكفاحي، ويستندون فى ذلك إلى أن تحاليلي أحيانا تصبح طبيعية، وإن كان ذلك فى فترات قليلة، كما أن فرص الإخصاب المعملى لا بأس بها، وأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب.
أيضا زوجتى تبكى وتعلن أن زواجى بأخرى يعنى طلاقها، ورغم اعترافها بحسن عشرتى لها، وتستند فى ذلك إلى أنها ضحت كثيرا بالعيش مع والدي، كذلك قبولها لمسالة ضعف خصوبتى رغم أنها طبيا لا يوجد لديها مشاكل واضحة، كما أنها لا تتحمل عبء هذه الخطوة، وترى أننى بإقدامى على هذه الخطوة أكون ظالماً وجاحداً غير راض بقضاء الله.
وسؤالى تحديداً هو: أي الرأيين أهدى سبيلاً إلى الله؛ فهل زواجي ثانية هو عدم رضا بقضاء الله، وهل عدم زواجى عقوق لوالدي وترل للأسباب، وتحريم لما أحل الله؟
أقسم بالله عليك أن ترد علي، أي السبيلين أهدى إلى الله.
أنار الله بصيرتكم، ومعذرة للإطالة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا لم تكن أنت متشوقا لزوجة ثانية فأنصحك بالرضا بما قسم الله تعالى لك، وأن تتابع طفل الأنابي مع هذه الزوجة، وتحاول إقناع والديك بذلك، ولن يكون ذلك من العقوق لهما، وأرجو أن توفق للخير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.