2007-04-03 • فتوى رقم 12443
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً عنا
سؤالي يخص معاملة تتم في جمهورية مصر العربية.
فالدولة تطرح وحدات سكنية للبيع وتطلب المقدم في صورة شيك مقبول الدفع وهو جزء من قيمة الوحدة ويكون الشيك باسم الجهة الحكومية المسؤولة، ثم يذهب المشتري لتخصص له وحده سكنية وبعد التخصيص فوجئ المشتري بأن الجهة الحكومية التي يتعامل معها تحوله إلى بنك الإسكان والتعمير، وهو بنك تابع للدولة أيضاً، يحول المشتري بخطاب من الجهة الحكومية، هذا الخطاب مؤداه أن المشتري يتقدم للبنك بطلب قرض بفائدة مركبة، وعند التأخير في السداد يدفع غرامة تأخير فما الحكم؟ مع أن المشتري لم يحصل على قرض وإنما حصل علي شقة.
وما الحل إذا استلم الوحدة وبدأ في سداد الأقساط وكانت هذه المعاملة ربا؟ هل يبيع الوحدة ويحصل علي الزيادة في الثمن؟ أم يعيدها إلى البنك ويأخذ ما دفع فقط؟ أم يبيعها ويتصدق بالزيادة؟
(حيث إن سعر هذه الوحدات زاد جداً)
علماً بأن هذا الشخص قد عقد منذ فترة، وهو يبلغ من العمر 33 سنة إلا قليلاً.
سؤال أخر: فتاة والدتها تعمل في البنك المركزي في مصر والأم تجهز الفتاة من مرتبها فماذا تفعل الفتاة؟ مع العلم أن الفتاة ليس لها مصدر آخر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أخذ هذا القرض ما دام بفائدة ربوية، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275].
والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، ولا تقنط من رحمة الله تعالى، فإنه غني وكريم. ويجب عليك إعادة الشقة إلى البنك عليك توزيع المال الناتج عن الربا في مجالات الخير والمعروف، وذلك كفارة لفعلك لا تؤجر عليها، في حين أنك تأثم إن أخذتها وتركتها لديك ولم تتصدق بها.
وأما السؤال الثاني: فالتنزه عن مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام أولى تنزها، وكذلك الأكل من ماله، ولكن لو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك، لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله.
ولتحاول أن تستمر في نصح والدتها بالكلمة الطيبة، لكي تبتعد عن هذا العمل، وتبحث عن عملٍ آخر يرضي الله تعالى، وأرجو أن توفق في ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.