2007-04-06 • فتوى رقم 12516
السلام عليكم
وبعد:
أنا فتاة لي أب قاس جداً فهو لم ينفق عليناأنا وإخوتي قرشاًواحداً منذ ولادتي بل يسرق نقود أمي ويضربها أحياناً، وقد هددني بالقتل 3 مرات لأنني زرت عمتي، و صراحة أنا أمقته كثيراً وأتمنى موته للنكد الذي يسببه لنا، فهل علينا طاعته، علماً أنه يطلب مني الكذب وقطع صلة الرحم بعمتي، وأنا أطلب من أمي رفع دعوى عليه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأندبك إلى نسيان كل ما فات، والتصرف مع والدك بما يمليه عليك ضميرك الحي، فيكون تصرفا لبقاً، مع البقاء على احترامك له، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء إن حصل ذلك ابتغاءً لوجه الله تعالى، وتجب طاعتهم إلا إن أمراه بمعصية كالكذب أو ما ذكرت، ولذلك فإنني أنصحك أختي الكريمة بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، بالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئةً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين معاً واجب مهما كانت تقصيراتهم، وربما كان لبعضهم عذر فيها فلا تتحمل نتائج القطيعة لأحد فيهم، ولكن في الحدود الضيقة، وكذلك صلة الآرحام، واستمعي معي لقوله تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[العنكبوت:8].
وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.