2007-04-02 • فتوى رقم 12581
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله، وجزاكم الله ألف خير على إجابتكم على أسئلة قمت بطرحها من قبل، جعله ربي في ميزان حسناتكم يارب.
لقد قمتم مشكورين بالإجابة على سؤالي رقم (11380)، لكنكم لم تذكروا لي كيف يكون طلب العلم: هل أحفظ الكتاب، أم يكفي أن أعيد قراءة الكتاب عدة مرات، أم أحفظ منه بعض الأجزاء فقط، هلا تكرمتم ودللتموني؟
وأنا أحفظ من القران الكريم جزءاً ونصف, فهل يكفيني هذا؛ لأني لا أجد الإرادة في حفظ القران كاملاً؟
وسؤال أخير: لماذا كتاب الفقه الذي ذكرته عن الفقه الحنفي فقط؟
وأنا شاكرة لكم جداً طلبكم بمتابعتي.
جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تقرئي الكتاب مع الفهم للعبارة، ولا يشترط الحفظ إلا في بعض الأمور التي تستلزم ذلك.
ثم إن الواجب على كل مسلم أن يحفظ من القرآن الكريم ما تصح به الصلاة، ويعلم ما تصح به قراءته، ثم إن زاد على ذلك فله الثواب العظيم، فإن من حفظ القرآن الكريم وعمل بما فيه أثابه الله على ذلك وأكرمه يوم القيامة، حتى إنه ليرتقي في درجات الجنة على قدر ما يقرأ ويرتل من كتاب الله، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). أخرجه الترمذي وأبو داود.
ولكن يجب على حافظ القرآن الكريم أن يتعهده بالتلاوة حتى لا ينساه لقوله عليه الصلاة والسلام: (تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها) أخرجه البخاري ومسلم.
فأرشدك إلى متابعة حفظك للقرآن الكريم، ولو على مدة طويلة، لتنالي ذلك ثواب حفظه.
وفقك الله تعالى لحفظ كتابه، وجعلنا وإياك ممن يتدبرون القرآن، وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ثم إني أرشدتك إلى كتاب في الفقه الحنفي لأنه المذهب الأكثر انتشاراً، وهو متوفر في كل المكتبات الإسلامية تقريبا وبثمن قليل، لكن إن أردت كتاباً سهل العبارة في مذهب آخر فاكتبي إلي أرشدك إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.