2007-04-10 • فتوى رقم 12681
ما هو حكم الشخص الذي يقوم بجميع العبادات على أكمل وجه، لكنه يضعف عند مجاهدة الجنس الآخر(الإناث)، فمثلاً ينظر إليهن في الشوارع وفي الأفلام الجنسية (مؤمن- مسلم- فاسق- منافق- كافر) وكيف أتخلص منها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعا، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4].
ومشاهدة الأفلام والصور المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي.
فأول ما أنصحك به مجاهدة نفسك، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا يخفى عليه خافية، ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70) .
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك التوكل على الله تعالى في أن يقويك على مخالفة نفسك وكسر شهواتها، وأن يرزقك تقواه، فيجعل لك من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً، إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى لك وللؤمنين الهداية والتوبة والاستقامة، وأنصحك بالزواج من فتاة متدينة، فإن في ذلك إعفافك عن الحرام إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.