2007-04-16 • فتوى رقم 12925
أرى في مختلف وسائل الإعلام حديثاً أن هناك رؤية نحو تثبيت فكرة أن اليهود لهم حق في فلسطين، بكونهم أصحاب أرض وهم سكانها منذ القدم الأمر الذي يبرر لدى البعض إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنباً إلى جنب، وذلك بموجب اتفاقية سلام بينهما، والتأصيل التاريخي لذلك أن حكم الملك داود في إسرائيل كان في الفترة ما بين عام 990 قبل الميلاد وعام 968 قبل الميلاد؛ وحكم نجله سليمان بعده حتى عام 928 قبل الميلاد، وقام الملك داود بتوسيع المملكة حيث وصلت ذروة قوتها السياسية والعسكرية.
ثم بعد ذلك كان الملك هِيرُودْس الأدومي الأصل ملكًا لإسرائيل في الفترة ما بين عام 40 قبل الميلاد وحتى عام 4 قبل الميلاد، وقد عُيّن على أيدي الرومان واحتلّ المملكة من الحشمونائيم، وعندما أصبح أغسطس قيصرًا للرومان في عام 30 قبل الميلاد، وهناك من يتابع القصة التاريخية بما يلي:
بدأ تاريخ الشعب اليهودي قبل حوالي 4,000 سنة (حوالي القرن الـ 17 ق.م) في عهد الآباء والأجداد إبراهيم، وابنه إسحاق ونجله يعقوب عليهم السلام، وتدل الوثائق التي تم اكتشافها في حفريات أرض ما بين النهرين، والتي تعود إلى الفترة بين عام 2000 وعام 1500 ق.م، على أنهم قادوا حياة الرحالة، كما ورد في الكتاب المقدس، ويسرد سفر التكوين كيف استُدعِيَ سيدنا إبراهيم من أور الكلدانية إلى كنعان ليكون المؤسس لشعب يؤمن بإله واحد، وحين حلت المجاعة بأرض كنعان، استقر يعقوب (إسرائيل) وأولاده الإثنا عشر وعائلاتهم في مصر حيث تم قهر أبناء سلالته ليصبحوا عبيداً وأُجبِروا على أداء أعمال شاقة، بعد 400 سنة من العبودية قاد النبي موسى عليه السلام، الذي اختاره الله عز وجل، حسب ما ورد في قصص التوراة، قاد شعبه وأخرجه من مصر وأعاده إلى أرض إسرائيل التي وعد الله آباءهم بها (حوالي القرن الـ 13 والـ 12 ق.م)، وقد تجولوا في صحراء سيناء أربعين عاماً، حيث تبلورت هويتهم كشعب وأُنزلت عليهم التوراة، وفتح الإسرائيليون خلال القرنين التاليين معظم أنحاء أرض إسرائيل، وتخلوا عن حياة الترحال ليصبحوا مزارعين، إلى نهاية ذلك الاقتباس، والسؤال هو ما الذي يثبت أحقية العرب والمسلمين في فلسطين في مواجهة التأصيل التاريخي الإعلامي لليهود في ذلك الحق، أرجو التكرم بتزويدي بمعلومات تفصيلية بذلك، وجزاكم الله خيراً راجياً التكرم بنشر الرد الوافي والمفصل على هذه الأقوال على موقع الانترنت ليعلمها الجميع خصوصاً الشباب الذين يجهلون الوقائع التاريخية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيقول الله تعالى في محكم تنزيله: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء:105).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.