2007-04-16 • فتوى رقم 12926
أبي توفي منذ 7 شهور وكنت قد نويت أن أحج به؛ لأني أعمل بالسعودية ولكن لم يشأالله، مع العلم بأني حججت عنه هذا العام، ولكن عندماأجلس مع نفسي أدرك أني كنت أحياناً أرفع صوتي عليه وإن كنت أعود فأرضيه بشكل غير مباشر، وقبل وفاته بيومين حدثته وكان راضياً عني ولكني أشعر الآن بندم على ما حدث مني من هفوات، فهل أعد عاقاً و هل لي من توبة فإني أعاني نفسياً أشد المعاناة من ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
عليك أن تدعو لوالديك أحياء وأمواتا دائماً بالمغفرة والرحمة ومادام كان راضيا عنك قبل وفاته فإنك إن شاء الله لست عاقاً له، ولك أن تبرهم بعد موتهم بأن تهديهم بالأعمال الصالحة، فإنه يجوز لدى جماهير الفقهاء، وللإنسان أن يفعل الطاعات النافلة ويهدي ثوابها إلى من شاء من الأموات أو الأحياء من أقاربه وغيرهم على سواء، ولا ينقص ذلك من أجره هو شيئا إن شاء الله تعالى.
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «إنّ ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علّمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السّبيل بناه، - أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحّته وحياته يلحقه من بعد موته» رواه بان ماجه.
ولك أن تبر صديقهما، فإن حفظ الود لصديق الأب هو بر بالأب نفسه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.