2007-04-06 • فتوى رقم 12985
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سسدي الكريم: أتمنى أولاً أن أكون واضحاً وأنا أتقدم لحضرتكم بهذا السؤال، ألا وهو كالتالي:
1- أنا شخص على علم بأن الربا حرام، كما هو منصوص عليه في كتاب الله العلي العظيم، وهو القرآن الكريم.
2- كما أني علم أيضاً بأن التعامل مع البنوك الربوية حرام.
3- أنا شخص مقيم ببلجيكا، استأجر شقة بمبلغ 400 أورو شهريًّا، مع الكهرباء والغاز تصل إلى 500 أورو شهريًّا، مع العلم أن دخلي نوعاً ما جيد.
بما أني مؤخراً سمعت أن هناك فتاوي صدرت من المجلس العلمي الأوروبي أنه أجاز شراء منزل عبر البنوك الربوية، كما تعلمون ما من بنك إسلامي في هذا البلد، نعم أجاز
شراء منزل عبر هذه البنوك الربوية بشروط، ومنها السكن فقط، بمعنى عدم استئجاره أو شيء من هذا القبيل.
فقررت أن اشتري منزلاً لي ما دام هناك فتوى أجازت ذلك لغرض السكن لا غير، ولكن قبل ذلك أريد استفساراً منكم، أو بالأحرى رأي فضيلتكم في هذه الفتوى، وعليها ابني أأتقدم أم أتأخر (مع العلم أن ثمن الإيجار للشقق يتزايد بشكل متصاعد بصورة مخيفة، بمعنى مستقبلاً -والعلم لله- أن دخلي قد لا يكفيني للعيش).
وأرجو من حضرتكم أن تضيؤوا لي طريقي، أضاء الله علينا وعليكم جميعاً طرق الخير، والسلام.
في الختام أشكر لكم سعة صدركم، وبارك الله لنا فيكم، وأدامكم الله نوراً وضيائاً لهذه الأمة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان البنك هو الذي يشتري البيت ويدفع ثمنه للبائع، ثم يبيعك إياه بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة -وهو أمر مستبعد- فلا مانع من ذلك.
وإذا كان المشتري أنت، والبنك يقرضك الثمن قرضا بفائدة أو يشترط عليك زيادة في الفائدة إذا تأخرت في السداد، فلا يجوز، سواء في البلدان الإسلامية أو غيرها، وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس تأمين مسكن مملوك من ذلك مع القدرة على الاستئجار.
وأتمنى لك التوفيق والثبات على ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.