2007-04-26 • فتوى رقم 13309
السلام عليكم
أنا امرأة متزوجة، علمت من زوجي نيته لأخذ قرض ربوي، حاولت منعة من ذلك باللين مخافة العند منه، وحذرته، وأحضرت له مثالاً لمن وقع فيه، إلا أنني فوجئت بحصوله على قرض ربوى من وراء ظهري، فهو كان تقدم لوظيفة في بلد عربي، وكان عليه التزمات مادية كان لا بد أن يدفعها قبل سفره، وليس عنده من يقرضه هذا المبلغ، هو يرى أنه في حكم المضطر، وفعلاً لا يوجد من يقرضه، ومنذ ذلك الوقت وأنا أخشى أن يغضب علينا الله، وأنا لا ذنب لي، أنا ناقمة عليه وأخشى موته كى لا أطالب بسداد هذا الدين، مع العلم أن والديه أحياء ومقتدرين، ولكنهم لن يرضوا بإقراضه المبلغ حتى لا يسافر؛ فما الحل؟
أجيبونى، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تستمري في نصح زوجك في أوقات الراحة بحرمة الربا، وأنه من تعامل به ييمحق الله البركة من رزقه كما قال تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة:276]. وأن الذي تعامل به قد تعرض للحرب من الله تعالى، فلا يوفق في أي أمر من أموره كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [البقرة:278-279].
وكذلك هو من السبع المهلكات الموبقات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السّبع الموبقات؛ قالوا: يارسول اللّه، وما هنّ؟ قال: الشّرك باللّه، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» أخرجه البخاري ومسلم.
وعن جابر بن عبد اللّه رضي الله تعالى عنهما قال: « لعن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم آكل الرّبا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء» أخرجه مسلم.
وأنه إن أمهله الله تعالى في الدنيا فسيعاقبه في الآخرة، والله تعالى يمهل ولا يهمل، قال تعالى: ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف:183].
وأسأل الله تعالى أن يستجيب لك، فيسارع إلى سداد القرض الربوي، مع التوبة والاستغفار وعدم العود له في المستقبل، ولا إثم عليك بعد نصحه، ولا تكلفين أكثر من ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.