2007-05-16 • فتوى رقم 13591
كان شخص يصلي صلاة المغرب في المسجد، وكان في الركعة الأخيرة من صلاة المغرب، ودخل شخصين معه في صلاة الجماعة، بعد التسليم الأخير قام الشخصين: واحد منهما صلى وقام بالتشهد على أساس الركعة الثانية، وقام للركعة الثالثة وسلم، والثاني قام وصلى ركعتين وسلم التسليم الأخير.
فمن منهما قام بالصواب؟
وجزاكم الله كل خير لما تقدموه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالمسبوق إذا تخلّف عن إمامه في صلاته بركعة أو أكثر فإنّه يتبع إمامه فيما بقي من الصّلاة, ثمّ يقضي ما فاته من صلاته بعد سلام الإمام.
فما أدرك المسبوق من الصّلاة مع الإمام فهو آخر صلاته, وما يقضيه بعد سلام الإمام أولها في حق القراءة، وآخرها في حق التشهد.
فإذا أدرك المقتدي الإمام مثلاً في صلاة المغرب في الركعة الأخيرة فقط، فإنه بعد تسليم الإمام يقوم لقضاء ما فاته، فيصلي ركعة بقراءة كاملة هي الأولى في حقه، ثم يركع ويسجد ويجلس للتشهد من غير الإبراهيمية؛ لأنه قد تم له مع الركعة التي صلاها مع الإمام ركعتان، ثم يقوم لأداء ركعة أخرى هي الثانية في حقه، فيقرأ فيها قراءة كاملة، ثم يركع ويسجد، ويجلس للتشهد والإبراهيمة، ثم يسلم.
هذا عند المالكية والمعتمد في مذهب الحنفية، وذهب الشافعية إلى أن ما يدركه المسبوق مع الإمام هو أوّل صلاته، وما يفعله بعد سلام إمامه آخرها في حق القراءة والتشهد.
وقال أبو حنيفة: ما أدركه المسبوق فهو آخر صلاته قولاً وفعلاً، فلو أدرك المصلي الإمام في آخر ركعة في المغرب، فإنه يقضي ركعتين بفاتحةٍ وسورةٍ بعد سلام الإمام، ثم يتشهد ويسلم، ليكون القضاء بالهيئة الّتي فاتت.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.