2006-01-18 • فتوى رقم 1363
هل سب صحابة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يخرج عن الاسلام؟
هل تارك الصلاة مع عدم إنكارها كافر وما حكمه؟
هل يزوج تارك الصلاة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعلماء من أهل السنة مجمعون على حرمة سب الصحابة أو الانتقاص من قدرهم أو الحد من شأنهم؛ لأن الطعن فيهم وتجريحهم يؤدي إلى إبطال الشريعة التي نقلوها إلينا، وهذا ما أشار إليه الإمام القرطبي في تفسيره بقوله: من نقص واحدًا منهم أو طعن عليه فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين.
وقد تشدد فريق من العلماء في عقوبة من يسب الصحابة ويطعن فيهم، فذهبوا إلى تكفيرهم وإهدار دمهم إلا أن يتوب ويرجع، وممن ذهب إلى ذلك من الأئمة الإمام السرخسي وأبو زرعة الرازي، والطحاوي.
وذهب فريق آخر من العلماء إلى أن من سب الصحابة لا يكفر وإنما يحكم بفسقه وضلاله ويكتفى بتعزيره وتأديبه، وهذا الرأي هو الراجح في مسألة السب وعليه حمهور العلماء كما نقل ذلك الإمام السبكي فقال: وأجمع القائلون بعدم تكفير سب الصحابة أنهم فساق. وللإمام مالك قولة مشهورة: من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ومن شتم أصحابه أُدّب.
وأما تارك الصلاة مع عدم إنكارها فهو مسلم عاصٍ وفاسق، وذلك كأن يتركها كسلاً، أما التارك لها جاحداً ومنكراً فرضيتها فهو كافر.
وتارك الصلاة كسلا لا يدخل تحت قوله عليه الصلاة والسلام: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه"، فإذا تاب والتزم بالصلاة والعبادة وقضاء ما عليه، فإن كان حسن الأخلاق زوج وإلا فلا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.