2007-05-20 • فتوى رقم 13767
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله يا شيخ كل خير لما تقدموه للمسلمين والله يجعل عملكم في ميزان حسناتكم.
أنا يا شيخ لدي أختين معوقتين، وأنا أقوم برعايتهما وأفضلهما على نفسي، إحدى شقيقتي ترفض أن أذهب لتلبية دعوة الجيران أو الأقارب، وعندما أذهب تخاصمني ولا تكلمني، ومؤخراً دعتني إحدى جاراتنا، وحلفت أختي يمينا أن لا اذهب، لكنني ذهبت لأنني وعدت الجارة بالذهاب، وتركت معها أختي المتزوجة، ولكن عندما عدت خاصمتني ولم تكلمني، وصامت ثلاثة أيام كفارة اليمين هل يا شيخ عملها هذا جائز؟ وهل علي إثم إن ذهبت أم لا، و بماذا تنصحها وتنصحني؟
وجزاكم الله كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس لأختك أن تمنعك من الذهاب، لاسيما وقد تركت عندها من يقوم بأمرها، ولا إثم عليك في الخروج ما دام المكان الذي ذهبت إليه ليس فيه منكر، ولم يؤثر ذلك على واجباتك ومهام بيتك، وبعد إذن الزوج أو الوالد إن وجد، وأوصيك بدوام رعايتها والقيام بشأنها، وأن تحسني معاملتها، وتطيبي خاطرها ما استطعت لتخففي في ذلك من ابتلائها، ولك في ذلك أكبر الأجر، وأعظم الثواب، فقد روى البخاري وغيره:{ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها}
وأوصيها أنا أن تقدر لك خدمتك لها، وتحسن كذلك معاملتك، وأسأل الله أن يجعل منكما أختين متحاببتين فيه، وأن يجعل من كل واحدة منكما سبباً لأجر الأخرى.
مع العلم أن كفارة اليمين بالترتيب كما يلي، الإطعام أو الكساء لعشرة من الفقراء، أو إعتاق رقبة، وهو الآن غير متيسر، ثم الصيام ثلاثة أيام، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء، لأن الإطعام أوالكساء مقدمان على الصوم، لقوله تعالى: (لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:89 (
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.