2006-01-18 • فتوى رقم 1407
توفي زوجي منذ عام، وأوصى أهله بي، وبعد الوفاة مباشرة تنازلت لهم عن الصداق، لأني خفت على زوجي من أن يكون مديونا ولو ليوم واحد، و كانوا ساعتها غير قادرين على رده، بالإضافة لحسن معاملتهم لي ومعاملة زوجي من قبل، حتى أني عاهدت الله بهذا اللفظ على أني متنازلة خوفا على زوجي من الدين، وقاموا هم مقابل ذلك بالاتفاق معي على تنازلات مادية من ناحيتهم بالقول فقط أيضا، فوجئت بعدها بغدر منهم ومؤامرات، وأخلفوا بكل ما اتفقنا عليه، وكان خاصة بشقتي التي كان لهم نصيب بها، وأخرجوني منها، وأعطوني مقابلا ليس هو حقي بها كما علمت وأردت أن أرجع في موضوع التنازل بعدها، وجاء لي رأيان من الفتوى رأي بأن العهد مع الله كالنذر وأن أكفر عنه ورأي آخر يحذرني من العودة في عهدي مع الله وإني كنت اخترت الرأي الثاني.
وفي خلال أيام سنبيع آخر شيء في التركة وهو الذي كنت سآخذ صداقي منه، فأريد معرفة رأيكم قبل أن أقوم بهذه الخطوة، فلابد أن آخذ القرار قبل البيع.
وقد وصلت تهديداتهم لي لتعديات رهيبة وصلت للتهديد في الشرف لأترك لهم شقتي، علما بأنهم أكثر مني دينا وعبادة وهذا ما يشتهرون بهم وخدعني بهم ذلك، وبعد أن نفذوا ما أرادوا طلبوا أن أعفو عنهم رغم أنهم لم يعترفوا بخطاهم، وأنا توقفت من يومها عن الدعاء عليهم، حتى أنى كنت أمام الكعبة واستحييت من الله أن أدعو عليهم لما أكرمني به، وقلت لله إني عفوت عنهم ولكن أحيانا أشعر بضيق شديد في صدري وأتمنى أن أراهم يعذبون بما فعلوه معي، فهل هذا يتعارض مع العفو؟ والآن يعاودون الاتصال بي بحجة أن تستمر علاقتي معهم، وأنا لا أريد هذا لصد أذيتهم، ولا أعرف ما ورائهم بعد غدرهم الذي رأيته، فهل إذا عادوا لتصرفاتهم من حقي أن أعود للدعاء عليهم، أم كيف تكون دعوة المظلوم على من ظلمه ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا صرحت لهم بالتنازل عن مهرك فلا يجوز لك المطالبة به بعد ذلك، وما تنازلوا هم عنه لك فلا يجوز لهم التراجع عنه أيضا، أما إذا كان ذلك تواعدا لا تنازلا فتستطيعوا جميعا الرجوع فيه إذا رايتم ذلك هو الأفضل لكم، وإن أكدتم ذلك باليمن أو عهد الله تعالى فعليكم الكفارة، وهي كفارة يمين،
وإنني أندبك من غير وجوب إلى الدعاء لهم بأن يصلحهم الله تعالى بدلا من الدعاء عليهم، لتنالي بذلك أجر العافين عن الناس وأجر المحسنين، لقوله سبحانه: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.