2007-05-27 • فتوى رقم 14079
أرجو قراءة رسالتي بكل اهتمام، لأن ردكم سيرد إلي حياتي مع زوجي ... هو رجل متدين ومحترم جداً، ولكنه عنيد جداً، يطلب منه الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل أحياناً أن يتدخل لحل مشاكلهم الزوجية .. وحسب قوله: إنهم يطلبون منه كتمان الأمر، ولكن في بعض الأحيان تلجأ الزوجة صاحبة المشكلة إلى الكلام المباشر معه أو إرسال رسالة له على الموبايل دون زوجها، وهنا تظهر المشكلة فهو يضطر للرد عليها وعندما أسأله من هذه أو ماذا تريد؟ يقول لي أنه شيءً لا يخصني، وأنَّ على أن أثق في كلامه فقط ، أو يكذب على أحياناً ويقول: إنه شغل، وكل ذلك بحجة أنه يحافظ على أسرار الناس، وعندما أقول له اتق الشبهات يؤكد لي أنه لا يفعل ما يغضب الله، ولا يفعل أي غلط، وأنه لا يمكن أن يرد سائل أو سائلة مهما كانت عندما تريد أو يريد منه النصح، أو التدخل لحل مشكلة، وأنا أغار مثل أي زوجة على زوجي، ولا أطيق الغموض في مثل هذه المواقف، وأستحلفه بالله ألا يخفي عني هذه المواضيع حتى يطمئن قلبي، ولكنه يرفض ويؤكد أنني لابد أن أتأكد وحدي من إخلاصه وحبه، وألا أشك في تصرفاته مهما كانت ..
فهل هذا صحيح ومن حقه علي؟ وهل ما يفعله صحيح ومن حقه من حيث هو رجل أن يفعل ما يشاء، وقتما يشاء، بالطريقة التي يراها مناسبة حتى ولو جرح مشاعر زوجته بالشك والغيرة؟ وهل كلامه مع سيدة أجنبية بسبب حل مشكلة لها ليس حراماً عليه، مادام لم يحدث بينهما أي غلط؟ وهل علي أن أسكت حتى يثبت لي العكس وألا أريه أنه غلطان مثلاً في التباسط مع النساء بحجة عدم جرحهن؟ هل هذه هي الرجولة هل رجولته أهم من بيته وزوجته؟
أرجو إفادتي بالحقيقة عن الرجولة وحدودها عند الله في عشرته مع زوجته ... أرجو الرد ولكم جزيل الشكر...
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فغيرة الزوجة على زوجها أمر محمود ما دامت في حدود الاعتدال، فإذا خرجت عن حدود الاعتدال كانت مرضا مؤذيا لا بد من الاستشفاء منه، وعليه، فأرى أنك إذا لم تري على زوجك معصية ظاهرة، كأن يختلي ببعض النساء وحده دون ثالث، أو يكلم إحدى النساء كلاما خارجا عن حدود اللياقة والأدب أو ماأشبه ذلك، فليس لك أن تعترضي عليه، ما دامت هذه مهمته وأنه ينجح فيها ولا يزيغ بسببها عن الحق، ومن حق الزوج أن يخفي أسرار مهنته عن زوجته ما دامت المعصية لم تظهر عليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.