2007-05-23 • فتوى رقم 14081
هنا في المغرب بالقنيطرة يوجد جماعتان: الأولى تطلب العلم، والثانية تخرج في سبيل الله للدعوة ثلاثة أيام في الشهر و40 يوماً في السنة، وهاتان الجماعتان كل واحدة تبدع الأخرى، الثانية تقول: طلب العلم بدون دعوة لا ، والأولى تقول: الخروج بدعة، فمن هي الجماعة الصادقة التي يجب اتباعها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل من طلب العلم والدعوة إلى الله تعالى من فروض الكفاية، ومما يثاب المسلم على فعله، وخير الناس من جمع بينهما، وعلى الداعي إلى الله أن يكون عالماً بما يدعو إليه، وللعالم وطالب العلم أن يدعو من حوله، وله أن يخرج للدعوة، فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس حوله، وخرج بنفسه لدعوة الناس كما فعل مع أهل الطائف وغيرهم، وقد أرسل أصحابه رضي الله عنهم للدعوة أيضاً كمعاذ بن جبل الذي أرسله إلى اليمن، وكذلك فعل أصحابه وخلفاؤه من بعده رضي الله عنهم أجمعين.
فلا حاجة ولا مبرر للاعتراض والتبديع، بل إن ذلك يزيد من ضعف الأمة وفرقتها، في وقت أشد ما تكون فيه حاجةً للقوة والوحدة، وأذكركم بقوله سبحانه: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122)، فالنفر كان للجهاد أو الدعوة، والبقاء كان لطلب العلم والفئتان مأجورتان إن شاء الله تعالى، وضروريتان للأمة، وليس أحد منهما مبتدع.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.