2007-05-23 • فتوى رقم 14177
أخي المؤمن أريد أن أسالك عن علاقتي مع والدي
إنني لا أحبه ولي أسبابي في ذلك:
عمري 20 عامًا، ولم ينفق علي، ولا على إخوتي، أناني لا يهمه إلا نفسه لا يراعي أحوالنا أبداً، يأكل ويشرب وينام دون أن يدفع لنا أي شيء.
أمي هي من تصرف علينا، وكانت تعمل من الساعة 8 صباحاً حتى 5 مساء مدة 24 عاماً، وهو قد نصب عليها، وأخذ مالها بحجة أنه دين! ولكن للأسف لم يرده، هو الآن لا يعمل ولا يريد أن يعمل رغم أن صحته ممتازة،
كان يعمل في السعودية، وكل ما جنى من مال كان ينفقه على أقربائه حتى يقولوا عنه كريماً وجوادا.
1- ما حكم الشرع في مشاعري تجاهه لأنني لا أحبه لنفاقه وكذبه المستمر؟ رغم أنني لا أحاول أن أكون بارة به، ولكن أحيانا لا أستطيع ذلك.
2- أمي لا تحبه ولا تريد معاشرته فهل تؤثم في ذلك؟ فهو لا يؤدي أي من حقوق الزوج
نحن والحمد لله ملتزمات جدا ونخشى الله
أفيدوني أفادكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء . ولذلك فإنني أنصحك أختي الكريمة بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاولي بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، و إلا كنت مسيئةً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).(العنكبوت8).
أما مشاعرك القلبية فلا تحاسبين عليها، إن لم تظهريها، وبقيت حبيسة النفس، وللزوجة شرعاً طلب الطلاق، إن ترك زوجها الإنفاق عليها، لكن الصبر أرضى لله، وأعظم أجراً ، وهو ما أنصحها به وأحضها عليه، إذ لا مصلحة لأي منهما فيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.