2008-08-09 • فتوى رقم 14254
أنا متزوجة، قام زوجى بإهانتى وضربى على وجهي، وبارجله، وبصق علي، وكسر أرجلى، وأناالآن عندأبى، وهو يريد الصلح، ولكن يقول لى أننى السبب، وأننى مستفزة، وأبى لايريده أن يكلمنى إلا مع تمام شفائى، فما حكم الدين معه؟ وهل من حقه ضربى هكذا؟ وماذا يجب أن يفعل لكى يرضى أهلى ويرضينى؟ وكيف يزول عنى إحساسى بالمهانه التى وضعنى فيها، وهو يرى اننى السبب؟. فمازا افعل
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأصل أن لا يضرب الرجل أحدا من أفراد أسرته زوجة أو ولداً، ولكن له حق تربيتهم والقوامة عليهم وتأديبهم بالكلمة الطيبة، والنصيحة، والتخويف من عذاب الله تعالى، إذا شذوا عن الطريق وارتكبوا المنكرات فإذا لم يجد معهم النصح والبيان، ففي هذه الحال يجوز له الضرب الخفيف غير المؤذي، قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) (النساء:34)، على أن يكون الضّرب غير مبرّح، ولا مدم، وأن يتوقّى الوجه، والأماكن المخيفة، ولا يجوز الضرب تنفيسا عن الكرب والضيق من الغير.
ونصيحتي لك بالصبر على ذلك، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه وتتحايلين في تغيير طبع الغضب عنده، فكل شيء ممكن أن يكون، لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى الصبر على ذلك قبله، وأتمنى لكما السعادة والتوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.