2007-04-16 • فتوى رقم 14331
أنا عمري الأن 26 سنة، وقد كنت غافلاً من قبل عن كثير من أمور ديننا الإسلامي الحنيف، لظروف تربوية عائلية، وظروف مجتمعنا البعيد عن أصول الدين، والمهم أنا الآن أحسست بغلطي، وأريد إصلاح الأمر، فما عساي أن أفعل، وهل يغفر الله لي ما سبق إن تبت توبة نصوح؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي) رواه البخاري، فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا، فإن الله هو الغفور الرحيم, فعليك بالتوبة النصوح وهي النية بعدم الرجوع إلى تلك الذنوب مرة أخرى مع التصميم على ذلك, والإكثار من الاستفغار، مع الندم على ما سبق، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم.
ثم إذا كنت راضيا عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وهذا في حقوق الله تعالى، أما حقوق العباد فلا بد من أدائها إليهم، أو مسامحتهم فيها.
وعليك قضاء ما فاتك من صلوات وصيام، لأنها تبقى في ذمتك، ولا تبرأ منها بالتوبة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.