2007-06-06 • فتوى رقم 14464
السلاّم عليكم
لقد تزوّج زوج أختي بامرأة ثانية زواجاً عرفيّاً، وأخبرها بذلك، وهي حامل في شهرها التاسع، ومريضة، وبدون رضاها، مع علمه بمرضها، ومع علمه أنّها ترفض هذا الأمر بمجرّد المزاح، وقد تأثّرت عند سماعها الخبر، وأغشي عليها.
نحمد الله أنه لم يصيبها وجنينها مكروه، فهل لهذا الزواج الثاني مشروعية في هذه الظروف، مع العلم أنّه قال للثانية بأن أختي راضية بهذا الزواج، ومع العلم أنّه متوسط الدّخل، وغير قادر لتوفير السكن لزوجته الثانية.
أختي أم لخمسة أولاد، وعاشت سعيدة مع زوجها لمدة (19 سنة)، وضحّت من أجله وعمله، وحرمت نفسها من أمور كثيرة في مدينة بعيدة عن أهلها وأقاربها، وهي الآن تعيش معه كما كانت، ولكن بدون سعادة.
كما أنّه لدى الزوجة الثانية سكنها الخاص في تلك المدينة، ومطلّقة، وأم لثلاثة أولاد، ونفقتهم على أبيهم المطلّق.
فهل من العدل أن ينفق زوج أختي بالتساوي على أولاده الخمسة، وعلى أولاد الزوجة الثانية الذين لديهم نفقتهم؟
وفي الأخير أعلمكم بأنّه في بلدنا هذا الأمر(تعدّد الزوجات) غير منتشر كثيراً، ويجب توقيع الزوجة الأولى (رضاها)، وزوج أختي لم يرد في بداية القضية عقدا مدنيا للزواج بالثانية، ولكنّه في هذه الأيام الأخيرة طلب من أختي توقيعها من أجل هذا العقد، فهي في حيرة من أمرها، فبماذا تنصحونها، وما رأيكم في هذه القضية؟
وشكراً، وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فللزوج الزواج من زوجة ثانية إن كان قادراً على العدل بين الزوجات، وقادرا على الإنفاق عليهن جميعا، وله ذلك شرعاً ولو بدون مبرر.
لكن إذا لم يكن للزواج من ثانية مبرر فأنصح بعدم الإقدام عليه لا لحرمته، بل لأنه يقلق البال ويغير الحال.
ولا يشترط لصحة الزواج من ثانية علم الزوجة الأولى أو موافقتها، وإن كان إعلامها به أولى.
وأسال الله تعالى للجميع راحة البال وحسن الحال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.