2007-06-08 • فتوى رقم 14792
بعض من أصدقائي يفعلون الزنا، بينما أنا أخاف الله ولا أفعل الزنا مع توفره دائماً، وحصول الفرصة لذلك.
وأنا مقتنع ولن أقع فيه بإذن الله تعالى، بينما أصدقائي يقولوا إنهم سيتوبوا بعدما يزنون، وأن الله غفور رحيم.
فما الفرق إذا هم فعلو الزنا وتابوا، وأنا لم أفعله نهائياً، هل نحن على درجة واحدة من الإيمان؟
وأريد أن أعرف: بماذا أثاب عند الله تعالى؟
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزنا من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب، ولهذا حذر الله عز وجل من مجرد الاقتراب منه فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
وعقوبة الزاني في الدنيا هي أنه إذا ثبت زناه عند الحاكم المسلم فيجب أن يقام عليه الحد، وهو الجلد مئة جلدة للزاني البكر، مع النفي للرجل عامًاً، وأما الزاني المحصن فإنه يرجم بالحجارة حتى يموت، ويستوي في هذا الحد الرجل والمرأة، قال الله تعالى: ﴿الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين﴾ [النور:2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، وعلى الثيب الرجم). رواه مسلم.
لكن من وقع فيه وستره الله تعالى، وتاب إلى الله تعالى منه توبة نصوحا، فإن الله عز وجل يقبل التوب من عباده، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، ولكن من يضمن بقاءه حيا إلى أن يتوب، ومن يضمن أن الله تعالى يقبل توبته إذا تاب، وربما لا يوفقه للتوبة فيبقى عاصيا،
وعليك الابتعاد عن رفقاء السوء، فإن المرء على دين خليله، والسعي إلى الزواج من امرأة تعفك، ففيه تحصين لك، والاستعانة بالصوم، فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.