2007-06-08 • فتوى رقم 14804
السلام عليكم
أنا واقع في مشكلة، وأحتاج المساعدة.
فمع توبتي ومواظبتي على الفروض، فما زلت أشاهد أحيانا الصور والأفلام الإباحية، وحتى الصور المثلية الذكورية، مع ممارستي للعادة السرية أحياناً.
ماذا علي أن أفعل، فأنا أشعر بتناقض، علما أني كنت سببا في مواظبة أصدقائي على الصلاة، وأنا أكثرهم علما شرعيا، فأصلي بهم إماما عندما نجتمع، هل علي شيء؟
وأرجو الدعاء لي بالتوبة والثبات.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعا، سواء مع الزوج أو بدونه، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
وأول ما أنصحك به مجاهدة نفسك، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا يخفى عليه خافية.
ثم المبادرة إلى التوبة الصادقة النصوح، فإنها إن تبعها عمل صالح تمحى بها الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وغض البصر، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل وقتك، والسعي للزواج ما أمكنك ذلك، والإكثار من الصوم فإنه وجاء ووقاية من الوقوع في المحرم.
ثم إن كنت راض عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله عز وجل.
وأتمنى أن توفق لذلك، وأن يثبتك الله على التوبة النصوح، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.