2007-06-08 • فتوى رقم 14820
أنا ملتزمة، ولكن في ثانويتي فتاة تزني دون علم أحد، فسألتني إدارة المدرسة عنها، فأخبرتهم بالحقيقة، وقالوا لي ألا تقولي أنك من أخبرتنا.
فسألت فقلت دون قصد: "والله والله ..." وأخذت أحكي ما طلب مني, هل في ذلك إثم، وما كفارته؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد أخطأت بما سبق منك، فكان عليك حين سألت من قبل الطالبات أن تستخدمي التورية في كلامك دون الكذب، والتورية هي الكلام الغامض الذي يحتمل أكثر من معنى.
لكن وبما أنك حلفت عن أمر ماض كذبا فهو اليمين الغموس، وبعد الحلف لا بد من التوبة والإكثار من الاستغفار والندم والعزم على عدم العود لمثله في المستقبل، وليس له كفارة سوى ذلك؛ لأن الذنب أكبر من أن يُكفر، ويحرم عليك أن تحلفي وأن تجعلي اليمين الكاذب مخلصك مما أنت فيه، لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:224] وقال أيضاً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران:77].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.