2007-06-08 • فتوى رقم 14823
يّّدعي أحد الدجالين النصارى، وهو بطرس زكريا لعنه الله، أن القرآن فيه سور مكية وتحتوي على آيات مدنية والعكس، مع ذكر أمثلة لذلك.
أرجو منكم التوضيح: هل هذا صحيح، وما الحكمة في ذلك؟
لأنه يًّدعى أن القرآن محرف، وغير منزل.
أفيدوني أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن القرآن المكي هو ما نزل قبل هجرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم إلى المدينة، والقرآن المدني هو ما نزل بعد الهجرة وإن كان نزوله بمكة.
فالآيات كانت تنزل متفرقة تبعاً لمناسبة نزولها، فكثير من السور لم تنزل جملة واحدة، بل نزلت آياتها شيئا فشيئا.
ثم رتبت في المصحف الشريف ضمن السورة الواحدة بوحي من الله تعالى.
وعلى ذلك، فقد يكون بعض السور من القرآن مكيا وبعضها مدنيا، ولكنها تكتب مكية ومدنية باعتبار أول السورة.
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة، ثم يزيد الله فيها ما شاء.
وعليه فلا مطعن فيما ذكر من دعوى، بل هي مردودة على صاحبها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.