2007-06-07 • فتوى رقم 14845
أريد معرفة مدى وجوب النقاب، مع العلم أني والحمد لله على قدر من الجمال، وهذا يجعل بعض الرجال ينظرون إلي حتى وأنا أسير مع زوجي، وهو يغضب جداً من هذا، وهو يقول لي أنني آثمة لأنني أفتنهم، ومشاركة لهم في الإثم الذي يرتكبونه؛ لأني أظهر وجهي، وأنا أقول أني بما أنني ملتزمة بالزي الشرعي، وأرتدي ملابس فضفاضة وساتره جميع جسدي ماعدا الوجه والكفين فهذا يكفي، وأنا اعتبرهم مرضى، لأنهم ينظرون إلي رغم التزامي، مع العلم أنى مصرية مقيمة في السعودية، فهل يجب أن أرتدي النقاب مثل جميع السعوديات، ومع العلم أن معظم العرب الأجانب هنا لا يرتدوا النقاب، وهناك الكثير أيضاً يرتدونه، وهناك الكثير الذين لا يرتدون الحجاب أصلاً ويرتدون العباية فقط، أي لست وحدي التي تلفت النظر، فهناك نساء كثيرات غيري.
فما حكم النقاب عموماً بالنسبة لي؟ وما حكمه خصوصاً في دولة مثل السعودية؟ وهل حرام أن يكون لباسي أو حجابي به ألوان مختلفة غير الأسود ولكنها غير صارخة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنقاب بشكل عام _ لك ولغيرك، في السعودية وفي غيرها_ واجب على المرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الأجانب عنها، ودليل وجوبه عموم قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الأحزاب:59].
أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه من الرجال الأجانب إلا الأتقياء المأمونون، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه إذا ضمنت عدم الفتنة.
فالنقاب واجب عليك، ويتأكد وجوبه بما ذكرت من نظر الرجال إليك، فعليك أن تمنعيهم من ذلك بلبس النقاب، ولا يغير من هذا الحكم وجود غير المتحجبات أو غير المرتديات للنقاب أو...، فكل إنسان مسؤول عن نفسه، ولا بأس بكون الحجاب من غير الأسود، إذا كان لوناً كامداً لا يلفت النظر إليه، وليس عليه زينةٌ أو زركشةٌ.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.