2007-05-31 • فتوى رقم 14895
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سؤالي حضرة الشيخ، بأنه لي خالة وخال، الحقد يملأ قلوبهما، ونحن بنات لأم مطلقة، وخالتي وخالي يشعرون بالغيرة منا، لأننا أكملنا دراستنا الجامعية وعملنا وساعدنا أمنا، والآن تزوجنا، ولكن غيرتهم منا دائماً تحرضهم علينا، حيث يتكلمون عنا بكلام سيء جداً، ويهتكون عرضنا لأتفه الأسباب، وآخر شيء تسببوا بخلق مشكلة لأختي وزوجها وصلت إلى الطلاق، لأنهم أحسوا بأن هذا الشخص يحب أختي ويحبنا، ونحن والله يا شيخ ملتزمات دينيا، وحتى أن جيران خالتي وخالي ينصحوننا بالابتعاد عنهم لأنهم لا يخافون الله، ماذا نفعل وأمي تخاف الله وكل مرة تسامح، وتقول صلة الرحم؟ وهم يا شيخ لا أحد يسلم من لسانهم، وهتك الأعراض عندهم أبسط شيء، ليس لنا فقط وإنما مع جميع الناس ماذا نفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطعيّتها معصية، لقوله تعالى :(وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ)(النساء: من الآية1) وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليكم أن تصلوا أرحامكم ولو قاطعوكم، أو كان سبب القطيعة منهم، وعليكم أن تحسنوا إليهم كلما التقيتم بهم ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، ولو بالسلام عليهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)..
ولكن اجعلوا صلتكم بهم قليلة، في حدودها الدنيا، توقيا لأذاهم، وادعو لهم بالصلاح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.