2007-04-19 • فتوى رقم 14908
باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
لقد كانت انطلاقتي في هذه الحياة خطأ في خطأ، ولم أستفق من غيبوبتي إلا بعد أن تعقدت أموري، والمشكل:
بنيت حياتي على حرامين:
الحرام الأول هو أني غششت في امتحان البكالوريا، وقبلها لم أكن أغش، بعدها دخلت الجامعة فوجدت الغش ظاهرة عادية، فكنت أغش في الامتحانات، وتحصلت على الشهادة الجامعية.
الحرام الثاني: هو بعد عجزي عن العثور على عمل، وشارفت الثلاثين من عمري، وفي لحظة ضعف توجهت إلى برنامج حكومي ينص على إعطاء قروض ربوية للبطالين، فأشتريت أجهزة للإعلام الآلي، ومارست عملي وسددت جميع الأموال التي اقترضتها من البنك.
حاليا أبلغ من العمر 35 سنة، أعزب، لقد استفاق ضميري بعد أن سار بي العمر، فرحت أبحث عن عمل أخر حلال، وضربت يميناً وشمالاً ولم أعثر على عمل، بسسب غياب الجاه والنفوذ، وشاركت متعمداً في مسابقات تتطلب مستوى دراسي أقل من البكالوريا، كمنظف السيارات أو عامل منظف في المدارس، ولكن لم أنجح في هذه المناصب، حيث كنت أمارس عملي كمسير مؤسسة صغيرة ناتجة عن قرض ربوي، وفي نفس الوقت أبحث عن عمل أخر، ولكن كان الفشل الذريع.
الآن حياتي أصبحت معقدة، عندما أتذكر وضعي أتحول إلى شخص عصبي، أتعامل مع غيري بالنرفزة، وعندما أصلي أو أصوم يأتيني نداء من أعماق شخصي يقول لي: لا تتعب نفسك، فمالك حرام، إذن صلاتك غير مقبولة، وصيامك غير مقبول، وهما لا يكفران الكبائر.
فتجدني بعد هذا النداء الخفي أتهاون في صلاتي، فكيف أتخلص من العذاب النفسي والوسواس والقلق الناتج عن هذه الإنطلاقة الحزينة؟
أعتقني يا شيخنا، أعتقك الله من النار.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد أخطأت كثيراً فيما سبق، وعليك الآن التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على ما سبق، ثم التخلي عن الاستفادة من الشهادة أو النجاح الذي حصلت عليه بالغش إذا كنت متأكداً أن الغش هو الذي أوصلك إلى هذه الشهادة، وبدونه ما كنت تنالها؛ لأنه ليس من حقك، وعليك أن تكثر الاستغفار من الربا الذي حصلت عليه سابقا، والندم والعزم على عدم العود لمثله.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.